قصور الذل!!

أجيبي ويبَ أمّكِ ما دهاكِ؟
لماذا تضحكين بوجهِ باكِ؟
سألتكِ يابْنة العامين حقا
أأجفانُ الظِّبا شغلتْ أباكِ؟
أمِ الخيلُ التي صهلتْ بسوءٍ
وتوشكُ أن تُغيرَ على حِماكِ؟
أم اليومُ الذي يقتاتُ أمسي
ويهوي كالصريع بلا حراكِ
فلم يسطعْ بغُصَّتهِ نهوضًا
إلى غدِهِ فبُشرَ بالهلاكِ؟
عِجافُ سنيننا أكلتْ سِمانا
من الأمجادِ في زمن التَّباكي
سرى بكِ أمَّتي للعز ليلٌ
وصبحُ الذلِّ لم يحمدْ سراكِ
أرى أمَمًا تَسَابَقُ للمعالي
بأجنحة العلوم ولا أراكِ!
لعمرُ أبي لقد ذرَعُوكِ أرضًا
وطيْرُهمو تحلق في سَماكِ
وقد شَكَلـَتْ بنيكِ حبالُ خُلفٍ
زعمْنا أن مُبرمَها عِداكِ
نُحمِّل عجزَنا كيدَ الأعادي
نصوغ خُنوعَنا بلسان شاكِ
هبي أنَّ العِدا خدعوكِ يومًا
وباستعمارهمْ فصموا عُراكِ
فماذا بعد ما رحلوا؟ ومنْ ذا
عن الحُلم التوحُّدِ قد نـَهَاكِ؟
أليسَ مقاعدُ الخُيَلاءِ تأبى
سوى بثِّ القطيعةِ في حَشاكِ؟
لبئس الخاطبون قصورَ ذلٍّ
لها ساقوا المهورَ ذرا إباكِ
سَقوا مِنْ مُعصراتك كلَّ أرضٍ
ومن هتانها حُرمت رُباك!
فكمْ بسمائنا زُجِرتْ نُجومٌ
وأدركَ فضْـلـَهنَّ منِ ازدراكِ
فصادَ ضياءَها بفضُول مالٍ
بخلتِ بمثله فسَجَا دُجاكِ
أفيقي أمتي وكفى سُباتا
ولمِّي ما تبعثرَ مِنْ قواكِ
ولا تأوي إلى سُرُجٍ أضاءتْ
بزيتٍ ليسَ تعصره يداكِ
سوى نورِ الكتاب وهدْي طهَ
فنهجهما السبيل إلى عُلاك!