الرقصُ على إيقاع الحِرْمان!!

أرقصْتَ من طرَبٍ غُصـينَ البان؟
فبعثتَ ما واريتُ من أشــجاني!!
واهتز عطفك في الفضاء فهزني
شـــوقٌ إلى الأحـــباب والخـلان
وذكرتُ أحلام الصِّــبا وفــــتونها
ورجعتُ أبْحر في خضم زمـــاني
فتكسر المجداف في لـُجَـج الأسى
وظللت في منأى عن الشــــــطآن
وشراع فـــــكري مزقته يد النوى
وغـــدا حطــاما زورقـي وكـياني
يا غصنُ ويحك هل سـرورٌ دائمٌ؟
أفـلا يزورك طــائفُ الأحــــزان؟
تـزهــو إذا حــلَّ الربـيع مفاخـرًا
كـل الغـصـــون بزهرك الفـتـَّـان
هيمان يدعوك الهوى فتجــــيبه
بتـمــــايل كــتمــايل النشـــــوان
فأجابني: ياصاح هل في شرعكم
أن يرقص المكبول في زنـــزان؟
إني خرجـــتُ إلى الوجـود مكبَّلا
أفــلا تراني ما بـرحـــتُ مكاني؟
لا تحســـبنَّ تمـايلي من نشـــوةٍ
قسـرًا تقـــاذفتِ الخطوب جِراني
أنا ما طربت وإنما عزف الأسى
في داخلي معـــزوفة الحرمـــان
فتراقص الوجع الدفين بأضــلعي
وتحـلــَّــقتْ من حــولِه أحــــزاني
سأل الزمان محاسني فوهـبتـُـــهُ
وســألته إنصافه فعــصــــــاني
فلكم سرَرْتُ الناظرين بنُضْـرتي
ومـن الشـقاء تشكلتْ ألــواني!!
وسقيتُ مختومَ الرحيقِ مُنادمي
والدهرُ من كأس المرار سقاني
يا صــاح إن فــاح العبـــيرُ فـإنه
زفــرَاتُ آلامي وقهــرُ زمـــــاني
وإذا استوتْ في هام رأسي زهرةٌ
حمـــل الظــــلومُ أداتـَـه وأتـــاني
فاجْـتـثـني من دون أدنى رحـمةٍ
لله أشـــــكو ذلــــتي وهــــــواني
أفبعد هذا تزعمون ســــعادتي؟؟
ما كان أظلمَكم ْبني الإنســـان!!!