ثوى الترابَ وشقَّ الأفقَ ياسينُ فلْتُفْتَحِ الخلْدُ ولْتنْهضْ لهُ العِينُ
مُسْتَشْهِداً وَرِضَا الرَّحْمَنِ غَايَتُهُ بِمَا قَضَى جَاهِداً أنْ يُنْصَرَ الدِّينُ
مذْ فزّتِ الشَّمْسُ سُجَّتْ لا ضِيَاءَ لهَا كَأنَّها صَحْبُ مَنْ سَجّاهُ تكفينُ
كأنَّ عقْبَ صلاةِ الفَجْرِ قَارِعَةً حَلَّتْ بِنَا وَدَجَتْ مِنْهَا الأحَايِينُ
لمَّا أتَتْنَا مِنْ الأنْبَاءِ صَاعِقَةٌ جُنَّ الصَّحِيحُ إذَا مَا صَحَّ مَجَنُونُ
إثرَ اغْتِيَالِ الَّذِي أَدَّى بِرَكْعَتِهِ فَرْضاً فيَا حُسْنَ مَا تؤتى الميامينُ
مِنْ فعلةٍ أشْغَلَتْ صَهْيُونَ بُرْمَتُها دَهْراً لمنْ همُّهُ قدْسٌ وتسنينُ
لشَيْخِنَا العَالمِ السَّمْحِ الذي سَمَقَتْ بهِ العَزَائِمُ فخْراً والعَرَانِينُ
مؤسسِ الأسدِ إذْ تُخْشَى كَتَائِبُهَا ومُذْرِيِ الشُّهْبِ أنْ تَدْنُو الشَّيَاطِينُ
يا أحمدَ العزِّ لمّا شيَّعُوكَ أسىً قدْ شيّعتْكَ على البُعْدِ الملايينُ
أأنتَ حِمْلُهُمُ أمْ أنتَ حَامِلُهُمْ وكَيْفَ ذا تَحْمِلُ الجِذْعَ الأفَانِينُ
كأنَّ مَنْ آوَتِ الأجداثُ سَاعَتَها فَزْعَى ومَنْ فوقَ سَطْحِ الأرضِ مَدْفُونُ
همْ مزَّقُوكَ نَعَمْ لكنَّهُمْ جَهِلُوا بأنَّ أشلاءَكَ الصَّرْعَى مَكَامِينُ
نعمْ نَفَوْكَ مِنَ الدُّنْيَا ومَا عَلِمُوا بأنَّكَ القَلْبُ في الأبْدَانِ مَكْنُونُ
ومَا أسَى خَالِدٍ سَيْفِ الإلهِ سِوَى أنْ مَاتَ دُونَ نِزَالٍ وَهْوَ مَغْبُونُ
قدْ نُلْتَ خيراً بهدي الخيرِ أحمدِنَا ونلتَ ما نالَ في الفرقانِ ( ياسِيْنُ )
وجَحْفَلٌ ثارَ في تنْدِيدِهِ غَضَبٌ كأنَّمَا بَعَثَتْ يَأْجُوجَهَا الصِّينُ
تَزَاءَرَ الصِّيدُ في أنَيَابِهِمْ شُهُبٌ رَجْعُ الدَّوِيِّ إلى الآذَانِ شَارُونُ
في كُلِّ عَيْنٍ تَبَدَّى الثَّأْرُ ذَا وَهَجٍ كأنَّمَا انْصَهَرَتْ فِيهَا البَرَاكِينُ
وفزَّ في الجَأْشِ سِرْبُ الوَيْلِ مُعْتَزِماً أنْ يَسْمُوَ الدِّينُ ما تَسْمُو الشَّيَاهِينُ
وأنْ تُدكَّ قلاعُ الظُّلْمِ ما حَصُنَتْ وأنْ يُبادَ مِنَ الأرْضِ المَلاعِينُ
الحَادِثَاتُ إذا يَحْلُلْنَ في ضَنَكٍ عَلَى الرِّجَالِ فإنَّ البُؤْسَ مَرْهُونُ
إلا مَنِ اسْتلَّ صَبْرَ الحقِّ مُحْتَسِباً نَصْرَ الإلهِ فَمَا في جَنْبِهِ هُونُ
ما في اليَهُودِ لنَيْلِ الصُّلْحِ نيَّةُ مَنْ يَبْغِي الصَّلاحَ ولا للسَّلْمِ مَضْمُونُ
إنْ كانتِ الغايةُ العُظْمَى فَنَاءَ بَنِي الإسْلامِ لا عزَّةٌ فيهم ولا دِينُ
فمَا امْتِدَادُ يدٍ قَصْدَ السَّلامِ سِوَى وهمٍّ تأبَّطَ شَأْوَيْهِ السَّلاطِينُ
إنَّ الَّتِي جَمَعَتْ غَايَاتِنَا سُنَنٌ لا المَاءُ يَجْمَعُنَا دِيناً ولا الطِّينُ
فَلَنْ يَكُونَ بِلا دِينٍ لنَا شَرَفٌ وَلَنْ تَعُودَ بِلا ذَوْدٍ فِلِسْطِينُ






