مُتَواكِلٌ في الهَوى ، مُتحيِّرُ عَبَراتُهُ - كالنَّدى - تتحَدَّرُ
وافاهُ من شَوْقِهِ مَددُ الحَيا حُبِّيهِ لمَّا مَضى يَتَبخْتَرُ
ألوانُهُ أدهَشتْ خَطَراتِهِ فإذا القَريضُ لديْهِ مُعَطَّرُ
بالزُّهْر وَالزَّهَراتِ مُتَيَّمٌ بالحُسْنِ وَالحَسناتِ مُسوَّرُ
بالصَّبر وَالعَزَماتِ مُبالغٌ حتى اجتباهُ السَّنا المُتَحَضِّرُ
آخى عيونَ التدانيَ عاشقًا فإذا بهِ بالغنى يَسْتَأثرُ
مُذ آثرَ الخلصاءَ فؤادُهُ غنَّى ، بآمالهِ يتفكَّرُ
من كلِّ فَجٍّ تداعى طيبُهُ فيه النَّما ، والهناءُ الأخضرُ
مُستوْثقٌ من عوارف فكرهِ فَمتونُهُ بالصَّبا تتأثَّرُ
مَلَكاتُهُ للصَّداقةِ ثرْوةٌ نَفَحاتُهُ للمعارفِ تنظرُ
يا ويحَ قلبٍ تجاهلَ رَسْمُهُ أو باتَ باسمِ النَّوى يتَعثَّرُ
أو شتَّتَتْ قصدَهُ كاساتُهُ فكأنَّه - يا نَدامى - أعسرُ !
أو بايَعَ الدُّخَلاءَ مُغفَّلاً يوحي الجَفا خِلسَةً ، يَتَذَمَّرُ
مُتَفاعِلنُ فاعلن مُتَفاعلنُ واليومَ دون الحِمى يتكبَّرُ
لا حيلةٌ للمَها تَنْفي العَنا لا ذو وَفاءٍ – فديتك - يَشكرُ !
هيَ حيرةٌ أرهبَتْني فانتختْ بالوصفِ أخيُلتي تسْتَمْطرُ
تأبى عَروضًا يُشاطرُ نَبْضَها أو كانَ - فيما يُقالُ - يُثرثرُ !
تختارُ إلفًا يُعانِقُ جيدَها فالحرْفُ بعدَ المَعاني مُقمرُ
يذر التواكلَ يَسمقُ مَنطقًا فقليلهُ مُذهلٌ ، لا يُنكَرُ !
عَبقتْ به دوحتي وحضارتي وَتَأنَّقتْ من شذاهُ الأعصرُ
للهِ باللهِ سَعيًا سابقًا فهو المُهيمنُ والمتكبِّرُ
بالله لله إذ يصْفو الدُّعا فالنُّورُ من بعضهِ والكوثرُ