|
مناجاة مع القمر |
أَتعْرِفُ يا بَدرَ الزَّمَان حِكَايتي |
أتَدْري بِمَخبُوءِ النُّفُوسِ تَفَرُّساً ؟! |
وأَخْشَى بأَنْ أُفْشِي جَوَايَ مع السَّمَرْ.. |
وأَكْشِفَ ما اسْتَخْفَى وسِرَّ صَبَابَتي |
مع الليلِ والذِّكْرى تَهِيجُ بِلا وَتَرْ |
لتَبْلُغَ أشْوَاقُ الحَبيبِ مَعَارِجاً |
بوَجْدٍ تَلاقَى بالجمال الذي بَهََرْ |
أَرَاكَ صَفِيَّ الوِدِّ والوَجْهُ مُشْرِقٌ |
وبُشْراكَ تَسْري بالصَّفَاءِ مع النَّظَرْ |
وتُرْسِلُ أنْوَاراً يَتِيْهُ سَنَاؤُهَا |
وأبْهَى اللَّيالي ما جَلاهُ سَنَا القَمَر |
مُحَيَّاكَ بالفَألِ الجَميلِ تَأَلُّقٌ |
ومَرْآكَ يَجْلو الحَالِكَاتِ مع الكَدَرْ |
ويُنْدِي القُلوبَ المُثْقَلاتِ بِهَمِّها |
ويَسْلو النُّفوسَ المُتْعَبَاتِ ولا ضَجَرْ |
وتَسْأَلُ لا تَنْأَى، وتَفْتَرُّ ضَاحِكاً |
تُوَاسي بإِشْرَاقِ اللُّجينِ مع السَّحَرْ |
وتُلْقي بأَطْيَافِ الجَمَالِ صِيَاغَةً |
بِدُرٍ تَلالا في لَيَاليْكَ الغُرَرْ |
ومِثْلُكَ يَسْمو والضِّيَاءُ مَعَالِمٌ |
تَهَادَى بأَنْسَامٍ تَضَوَّعُ بالزَّهَرْ |
تَهِيمُ بِمَحْزُونِ الفُؤَادِ تَحَبُّباً |
وتُلْقِي بآهَاتِ الزَّمَانِ ولا أَثرْ |
فَيَا أيُّها البَدْرُ المُضِيءُ تَحِيَّةً |
أَنَرْتَ اللَّيالي واجْتَلَيْتَ بها العِبَرْ |
وخُضْتَ بنَفسي فَوقَ لأواءِ غُرْبَةٍ |
وطُفْتَ بِرُوحِي بالفيافي وبالحَضَرْ |
وأَسْكَنتَ قَلبي والحَنِينُ يمِيْدُ بي |
وشَوقِي كَأَمواجِ الخِضَمِّ إذا اعْتَصَرْ |
فَمِنِّي الأمَاني لا أُبَالي بما جَرَى |
ونَبْضُ الرِّضا نُورٌ يُشَعْشِعُ في القَدَرْ |
سَلامي سَلامُ الصَبِّ أَرَّقَهُ النَّوى |
ومَرْآكَ مَرْأى العَاشِقِينَ مَدَى البَصَرْ |
وأَنْدَى وِدَادِي واللُّجَينُ مُحَلِّقٌ |
ليَرْقَى ويَلْقَى مَنْ على البال قد خَطَرْ |
ليُبْلِغَهُم أنَّ الفُؤَادَ بصَفْوهِ |
وأنِّي على عَهْدِ الوَفَاءِ بما اعْتَمَرْ |
وليْلي ضِيَاءٌ إنْ طُيُوفُ أحبتي |
تُطِلُّ عَلينا في سَنَا حسنهِ القَمَرْ |
د.محمد إياد العكاري |
 |