|
هي الأقدار ينذرنا نداها |
فسلمْ أمر روحك من براها |
تباغتنا على غرر وإنا |
إلى أمل بها شططاً نراها |
وكل الخلق جمعا أو فرادى |
هم الظمأى إلى سقيا إناها |
فهذا المرء يشربها ويفنى |
وذاك مؤخر لكن إزاها |
أقول لكل واع : آن حتفي |
ودنيا لن أعيش إلى مداها |
بكاءً يا أبا حفص سحيحاً |
وحق العين أن يبدو بكاها |
ولكن هل تجيب على سؤالي |
فنبك حياتنا حتى انتهاها |
عجيب ,, أين أفواج البرايا |
وأين الناس غابت ؟ ما دهاها ؟ |
أخاطب ميت الأحياء فينا |
كسير النفس لا يخبو أساها |
لَحظي مثل حظك غير أني |
بقيتُ لمدة آتٍ رزاها |
إذا قصُرت حياتي لست أدري |
فهل نفسٌ تؤجِّل منتهاها ؟ |
فتطلب مهلة و تعيش يوما |
وقاضي الموت مأموراً أتاها ؟! |
وإن طالت فذاك لأمر ربي |
هي الأحكام لم يخطئ قضاها |
هيا نفسي ألا منك اعتبار |
قبيل النزع إن دارت رحاها |
وأنفاسي تصير إلى انتقاص |
وذنبي في ازدياد لا يضاهى |
متى يا نفس أرقب فيك لوماً |
متى التفريط يسترعي انتباها ؟!!! |
إذا المغبون في ذنب تمادى |
ولبى النفس يبحث عن رضاها |
وران القلبَ رطل ٌ من خطايا |
فيا أسفاه لن يحظى مناها |
إلهي واعتراف أنت ربي |
وأنت اللهُ غيرُك لا إلها |
ذنوبي ناهزت حد المعاصي |
أبوء بها لأستجدي غطاها |
أبوء بنعمة أنعمتَ فيها |
على رجل فمال إلى سواها |
أنا المحتاج عفوَك لا تكلني |
لنفس راودتني في غواها |
أعوذ برحمة سبقت عذابا |
وإني مستجير في حماها |
ونار جهنمٍ تمتاز غيظا |
أعوذ بنور وجهك من لظاها |
فيا خلاق شمس في ضحاها |
وجاعل بدرها إذما تلاها |
وقفت بباب جودك يا عفوٌّ |
وذي الوقفات لم تردد رجاها |
فقيرا لست أملك غير دمع |
هطيل في البكاء على شقاها |