|
بُحْ يا خليلي بوجدٍ منكَ يستَتِرُ |
بُح علَّ وجدَكَ بالتنفيسِ يختدِرُ |
بُح لا توارِ بتُرب القلبِ مُوجِعَةً |
فالشوكُ ينبتُ حتى لو نأى المَطَرُ |
والوَجْدُ هَولٌ يَشيبُ المَفرقانِ لهُ |
والكَتمُ تَبلى به الأرواحُ و الصورُ |
لا تُخفِيَنَّ وليدَ الوَجْدِ عَن هَزَلٍ |
فأيسَرُ الوَجْدِ لا يُبقي ولا يَذَرُ |
أنْطِق فؤادَك ثُم اصطفَّ جانِبَنا |
لسنا فُرادى على الأهوالِ نقتِدرُ |
فالوَهْنُ يُخبي نفوساً في تَفَرُّقِها |
و الجَمعُ مِن جَلْدِهِ يجثو له العَسِرُ |
نحنُ الصَّوادي وَلجنا العشقَ مملَكَةً |
ظَنَّاً بِعَرْشٍ فكانَ العرشُ يستَعِرُ |
لو نعلمُ الغيبَ ما سِرنا بِطُرقَتِهِ |
لو يعلم الوجدُ ويحي أننا بَشَرُ |
نحنُ الحيارى بِكفِّ الموتِ مَنزِلُنا |
لا شمسَ تُنظِرُنا نوراً ولا قَمَرُ |
نذوبُ في القبضِ حتى في تبسُّطِها |
ذُبنا بأوهامِنا نشقى و نَنتَحِرُ |
باتت جوارحُنا بالسُّمِّ مُفعَمةً |
قلْ لي بِربِّكَ كيف الكَتمُ يحتضِرُ ؟ |
لولا التَّقلُّب في حالٍ و في زَمَنٍ |
ما كانَ في قلبِنا يا صحبُ مصطَبَرُ |
لا ليسَ نجزعُ من همٍّ ولا ألمٍ |
فَكُلُّ ما يقصِدُ الدنيا هو القدرُ |