كفي تقاتلني

أدن نأيت لكي أراك طويلا
أنهي رحيلا كي أعيد رحيلا


عيناي تجهد كي تصوغ ملامحا
لك هل مددت لها النهار قليلا

إن الذين توضأت كلماتهم
نظروا إليك فأطفأوا القنديلا

عبروا اكتمال الروح خطت دمعة
بحرا وشق الوجد فيه سبيلا

وظللنا نحن كئيبة أيامنا
يرعى الفراغ مصيرنا المجهولا

سكن الرماديون تحت جلودنا
فتلونت وتبدلت تبديلا

كفي تقاتلني وصوتي بي وشى
وأناي تعلنني دما مطلولا

أمشي وتتبعني حروف بداوتي
غرباء تطعمنا الرياح عويلا

يا أيها الوطن الذي أصفيته
قلبا وأصفاني أسى وذهولا

لا تنس أكفاني إذا أقصيتني
يوما وهات الغار والإكليلا

لاربح لاخسران في حرف الهوى
كم قاتل أضحى به مقتولا

أنا قصة العشق التي لا تنتهي
أروي فصولا أو أخط فصولا

هذا التراب أنا وهذي أحرفي
وقفت على كف التراب نخيلا

ولقد قبضت الجمر كفّي شاهد
أنظر تر في راحتيّ دليلا

لأقول إن العدل أضحى نكتة
يلهو بها من أتقنوا التنكيلا

وأقول إن النفط أضحى لعنة
إلا على من أدمنوا التطبيلا

هذى بلادك لم يذق ويلاتها
إلا بنوها الطيبون أصولا

عاش الدخيل بها الحياة مرفها
فاختر لتحيا أن تكون دخيلا

أتظن أن الحب يكفي وحده
ويرد سيفا لم يزل مسلولا

كم نخلة سقطت وما من مرّة
ثأروا لها أو أحسنوا التعليلا

فلقد يدان الجرح يقطر حمرة
ويقال ليس الخنجر المسؤولا

يا أيها الحرف الذي أدمنته
أمدد يديك فأصطفيك رسولا

ما عدت أحتمل الكلام منمقا
قد آن أن ندع النفاق قليلا

ونقول: إن الشوك أثمر عوسجا
ونقول: إن القبح ليس جميلا

إن لم تكن هذي الحياة نبيلة
فلنصطفِ موتا يكون نبيلا