صدرت بعون الله مجموعتي الشعرية الثانية
/بين ظِلال الحروف/ قبل أيام قليلة
ومنها هذه القصيدة:



شاطىء الذكرى

لو كنتَ في سفَرِ الغروبِ
لَكُنتُ خلفكَ في السفرْ
أو خُضتَ في بحر الشجون
وجدتني متثاقلاً بهموم عشقي
أقتفيكَ على الأثرْ
أنتَ الذي أصغيْتَ إذْ وضعوكَ
في نار الشكوكِ وأضعفوكَ
كأنّ عقلكَ في خَدَرْ
رسموا لكَ الوهم المجرَّدّ كالقصورِ
منمَّقاتِ الوَشْيِ تدخلُ بابها السرِّيِّ
مرتعشَ الخُطا
وتركْتَ فكرَكَ هائماً في اللانهاية
تُسْتَثارُ وأنتَ في سُدُمِ الخيال مغرِّباً
إذ لادليلَ يعيدُ سهمكَ لو نفرْ
وجعلتني في غابة النسيان
ألعبُ بالرمال على شواطي الذكريات
وأنتَ في لهو السَّمَرْ
هلاّ أعدتَ إليَّ بعضَ مشاعري
لأنامَ مرتاحَ الجَنانِ ولستُ أنسى
ما وعيْتُ من العبَرْ
أتُراكَ خلْفَ الوهم تركضُ
في انتظار خديعةٍ أخرى
ويسكنُكَ الذهولُ وترتمي
وأنا على الميناءِ أنتظرُ الخبَرْ
ستعودُ يوماً من غيابكَ
حاملاً أعذارَ غدركَ ترتجي غفرانَ
بُعْدِكَ في خَفَرْ
وترى انتظاري واحتراقاتي
يرددها الوترْ
وأراكَ لو نطقتْ رسائلُكَ القديمةُ
بالذي أنكرْتَهُ .. هل كنتَ تذكرُ ؟
أو تغادرُ في حذَرْ
قد كنتَ تعلمُ أنني مازلْتُ
أحملُ بَعْدَ هجركَ غُصَّةً
شَرِقَ الفؤادُ بها وأرْداهُ القدرْ
فأنا عَذَرْتُكَ ـ فاستقِمْ قد كنتُ مثلَكَ ـ
عندما أغرقْتُ نفسي في هواكَ
ورُحْتُ أحتفِرُ الحروفَ على الشجرْ

28/12/2008