يا منبع الشعر هات الشعر مندفقا
غضا طريا صفي النبع متسقا
وأمطري يا سحاب الحب أغنية
فالشعر من ثمرات الحب إن صدقا
وأطربي بشجي اللحن أفئدة
إيمانها ثابت تجني به الخلقا
وأضرمي بالحشا أشجان مغترب
كشمعة في ظلام الليل محترقا
حِبٌّ به كلفٌ صب به شغف ٌ
أفنى المدامع والأحزان والحرقا
أسير مكرمة يسعى لمحمدة
تنير ديجوره بالعلم منطبقا
يا من غوته الغواني البيض فاتنة ً
فصار في حلك الأوهام منطلقا
كفاك همّا وغمّا واعتناق أسىً
قد كنت للعلم والإيمان معتنقا
ما ضَرَّ مثلك أن يفني مشاعره
في حب خير الورى يرعى به الألقا
محمد خير من دان الطغاة له
أفنيت في مدحه الأقلام والورقا
الله صوَّره والحلم زيَّنه
يا خير من وطئت أقدامه الطرقا
شوقي يحن إلى قرن به أسد
هم فتية آمنوا بالله واعتصموا
بحبله فأناروا بالهدى غسقا
نالوا السعادة في الدارين واعتنقوا
هديا يقيم صروح العدل إن نطقا
ترى المحاسن من أخلاقهم نُسِجت
والنور حين رأى أنوارهم صُعقا
فالروح بينهم تختال زاهية
والقلب بالصدق والإخلاص قد خفقا
يا خاتم الرسل مالي عنك منعرج
مالي سواك شفيع يا مُنى أملي
على خطاك يسير الهدي متسقا
إليك يا سيدي أزكى مدائحنا
كالعقد في نظمه المحكوم إذ نُسقا
إليك يا أملي نبض القصيد يحا
كي كوكبا في سماء العز قد خفقا
شعري يبثك آمالي فينظمها
كالورد في شُرفات العشق منتشَقا
وفي فؤادي فتيت المسك منتشر
يضوع منه أريج بالشذى عبَقَا
ما ردد الأسمر الشادي على فنن
يامنبع الشعر هات الشعر مندفقا