أيقظ بنانك
فرج أبو الجود

ملوا الهوان فأحرقوا الأبدان
فتفجرت أبدانهم بركان
ضجت سماء الصابرين فأرعدت
بعد الغمام وهزت التيجان
وانسل يحبو بن علي وآله
فر الجبان وغادر الميدان
فر الجبان وكم هنالك مثله
والجبن ليس يفارق الأنتان
فر الجبان ليسترد لوائه
شعب تصدى للطغاة زمان
من يستخف من الولاة بشعبه
يجن الضياع ويحصد الخسران
فاحمل لتونس يا نسيم تحيتي
واجعل لتونس في الصمود لسانا
وارسم على وجه السماء حروفها
تهدي الضليل وترشد الحيران
أيقظ بنانك فالنذير من اللظى
شق الثياب وأشعل الأغصان
أيقظ بنانك فاللهيب مؤجج
والريح سوف تحرك النيران
أيقظ بنانك يا عزيز ولا تخف
بطش الطغاة وأعلن العصيان
أيقظ بنانك فالشجاعة ساعة
والنصر سوف يحالف الشجعان
واغضب لحقك كي نعيش أعزة
الله يشهد والشعوب ترانا
هبت رياح الجائعين شديدة
والجوع لا يكوي سوى الجوعان
فاحذر رياح الغاضبين من الطَّوَى
واحذر بأن تستغضب الغضبان
هذه انتفاضة أمة مكلومة
هبت لتتلوا للطغاة بيانا
ضاقت صدور الغاضبين فأقسموا
ألا تضيع حياتهم مجانا
أوطاننا مسخت فصار نسيمها
لهبا وصار ترابها أكفانا
أوطاننا بعد احتراق هواؤها
بيد العصابة لم تعد أوطانا
أوطاننا يا رب بعد هواننا
صارت لحكام الهوان مكانا
وتبدلت بعد الشباب عجوزة
تجني الخراب وتزرع الحرمان
حكامنا لا يستحون وكم ترى
من للخيانة قد مشى عريانا
حكامنا لا يصدقون وكم ترى
منهم لئيما كاذبا خوانا
حكامنا لا يشبعون وكم ترى
منهم جسيما أكرشا مبطانا
حكامنا يا رب صار كبيرهم
ذئب وصار صغيرهم شيطانا
يئس ترعرع في النفوس فأقدمت
للموت تطلب في لظاه حنانا
عيناي تبكي والفؤاد ممزق
والقلب يضرع يطلب الغفران
ويداي تكتب أحرفي بمدامعي
ترثي شبابا قد قضى ظمآنا
بالأمس كانوا يضحكون بدورهم
واليوم حر صريخهم أبكانا
أواه قلبي يستبد بأضلعي
ودماء صمتي تصطلي غليانا
ماذا جنينا يا بلاد جدودنا
حتى نذل لحاكم يصلانا
ماذا جنينا كي يساق شبابنا
مثل النعاج لفاجر قربانا
ارفع بنانك قل بألف طريقة
لا لن أسلم لن أعيش جبانا
لا لن أسامح من أذل رقابنا
من ساقنا زمنا له قطعانا
سأثور حتى أسترد كرامتي
وأعود بعد مهانتي إنسانا
اليوم نمضي في طريق خلاصنا
ومن الخلاص سنكتب العنوان