وَطَنٌ يُقَالُ لَهُ مِصْر
(خاطرة للأستاذ إبراهيم حلمي رحمه الله كتبها في عام 1995 ونظمها على بحر الرمل)
شَرْشَرِيُّ العِلْم كَمْبيُّ السِّيَاسَه عَدَوِيُّ الفَنِّ حُسْنِيِّ الرِّيَاسَه ! (1)
وَطَنِي مَا أنْتَ أرْضِي بَعْدَمَا بَاعَكَ الجُهَّالُ فِي سُوُقِ النِّخَاسَه
غُرَبَاءٌ نَحْنُ فِي أرْجَائِهِ غُرْبةَ الأطْهَارِ فِي أرْضِ النَّجَاسَه
نَاصِرٌ يَأتِي وَسَادَاتٌ يَلِي ثُمَّ حُسْنِي كُلُّهُمْ يَبْغِي افْتِرَاسَه
لَمْ يَعُدْ فِيِهِ سُوَىَ مُسْتَعْبدٍ وَرَئِيِسٍ أفْرَدُوُهُ بِالقَدَاسَه
كَيْفَ يَحْيَا فِيِكِ يَامِصْرُ فَتَى يَنْشُدُ الطُّهْرَ وَيَصْبُو لِلنَفَاسَه
بَيْنَ مَحْكُوُمِيْنَ لا حَقَّ لَهُمْ وَذِئابٍ وِكِلابٍ لِلحِرَاسَه
إنْ فَشَا الظُّلمُ بِأرْضٍ ضُيِّعَتْ ضَاعَ مُلْكٌ لمْ يَكُ العَدْلُ أسَاسَه
وَإذَا سَادَ الضَّوارِي غَابَةً هَجَرَ الظَّبْىُ مِنَ الخَوْفِ كِنَاسَه
خَرَجَ الجَيْشُ بِدَبَّابَاتِهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَإذَا الضُّبَّاطُ سَاسَه
قَلَبُوا كُلَّ المَوَازِينِ بِهَا فَالنَّوَاصِي هَمَلٌ وَالطِّينُ مَاسَه
أبْعَدُوا العَامِلَ عَنْ مَصْنعهِ وَاجْتَوَى الفَّلاحُ فِي الخَمْسِينِ فَاسَه (2)
وَإذَا العُدْوَانُ نَصْرٌ صَاخِبٌ وَإذَا الدَّهْيَاءُ فِي يُوُنْيُوُ انْتِكَاسَه (3)
بَلَغَ الكُفْرُ بِهِمْ أنْ أعْلَنُوُا فِي بَوَاحٍ لَيْسَ فِي الدِّينِ سِيَاسَه
حَقَّ قَوْلُ اللهِ فِيمَنْ أنْكَرُوا شِرْعَةً خَصَّ بِهَا اللهُ أُنَاسَه
نُحْ عَلَى شَعْبٍ أصِيلٍ بَائِسٍ جَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ الحُسْنيِّ رَاسَه
إنَّهُ ظَاهِرَةٌ حَلَّتْ بِنَا فادْرُسُوُهَا فَهْىَ تَسْتَدْعِي الدِّرَاسَه
لا تَلُمْنِي إنْ جَرَى اللفْظُ بِهِ فَهْوَ ضِيقٌ طَالَ مَا اسْطَعْتُ احْتِبَاسَه


ـــــــــــــــــــ
(1) شرشري : اشارة لكتب الأطفال التي تذكر قصص الأرنب المُسمى شرشر.
كمبي : إشارة لاتفاقية كامب دافيد.
عدوي : إشارة للمطرب الشعبي أحمد عدوية.
(2) الخمسين : أي الخمسين في المائة المقررة للعمال والفلاحين في المجالس النيابية.
(3): العدوان: يقصد العدوان الثلاثي سنة 1956 الذي جعلوا من الهزيمة فيه نصرًا مؤزرًا.
الدهياء: الهزيمة في حرب يونيو 1967.