هِيَ الأيَّـام ..

هيَ اﻷيامُ حُبلى بالمُحالِ
فكنْ منها على قدْرِ الكمالِ

ولا تحزنْ إذا مازارَ همٌّ
وقلْ مرحى بطارقةِ الليالي

تفاجِئُكَ الحوادثُ كلُّ حينٍ
وتُفقِدُكَ الفواجِعُ كلَّ غالي

وتُلبِسُكَ النوائبُ ثوبَ بؤسٍ
يُحاكُ بغفلةٍ والفكرُ خالي

فصبراً إنْ بُليتَ تنلْ ثواباً
فإنَّ الصَّبرَ يُتبعُ بالنوالِ

فكمْ يُسرٍ توارى خلفَ حزنٍ
وكمْ عُسرٍ تدثرَ بالمنالِ

يثيرُ السائلونَ ظنونَ خوفٍ
فردَّ ظنونَهم فهمُ السؤالِ

فأما العقلُ فالدنيا متاعٌ
بها اﻷهواءُ تُضربُ بالنعالِ

وأما الزيفُ فاﻷيامُ دهرٌ
تُطيحُ بنا وتخدعُ بالمطالِ

وكلُّ روايةٍ زورٌ تمادى
إذا لمْ يروِها ربُّ الجلالِ

تحركت الهواجسُ مثقلاتٍ
تُساقُ بريحِ سابحةِ الثقالِ

فضاقَ بها الفضاءُ وكنتُ وحدي
أردُّ سهامَ راجمةِ النبالِ

يُحدثُ نبضي المحمومُ فجراً
تأخرَ خلفَ أسوارِ المُحالِ

ولي في السجدتينِ حديثُ سرٍّ
إذا اختلطتْ دموعي بالرمالِ
---------------------


عبد الملك الخديدي