قدر ( صهٍ )
لم يبقَ مني .. سوى ما عافَهُ الألمُ
مذ كنتَ .. كان الهوى القتّال والندم

أدمنتَ قتليْ .. فلا الآهاتُ تأخذني
إلى رضاك .. ولا عطفٌ .. ولا سأمُ
....
أذبتني في رضاب الشهد قدرَ ( صهٍ )
من الحديث .. فلا مدٌّ ولا نغَمُ

ثمّ اشتغلتَ بنثر الشوك في طرقي
حتى تزاحم فيها الصابُ والسلَمُ
....
يا جنّة لم تدم إلا كصاد ( صهٍ )
في إثرها .. زاد في إطنابه السقَم

بعض الأزاهير قتّالٌ تلمّسها
ها أنت .. عالمك الإيذاء والألم
....
ملأتُ كأسيَ واستطردتُ في شغفي
غرَّ الهوى .. خلفي الأشواك والأَكَمُ

( أحبُّ ) من أعمق الأعماق أخرجها
ياقوتةً .. تاجراها .. الشوق والحُلُمُ
....
ورحتُ أنشدُ والأوهام تصنع لي
صوتي .. وثغر الهوى الكذّاب يبتسم

صدّقتُ في رحلتي أعلام قاتلتي
فذاب تحت خطاي السهل والعَلَمُ
....
ما كنت أحسب أن الحبَّ منزلة
من المنازل فيها القبح والهرم

حتى رأيتك رأي العين ترسمه
صرحاً من الوهم .. يعلو ثم ينهدم

لا عذر للنبض ضاقت عنه أوردتي
طفلاً على ثغره ( الأحباب أين هموا )
....
جدّد خلاياك يا قلبي فإن لنا
مع الهوى موعدا تخبو له الحمم

سنترك الأمس تُطوى فيه أسئلة
عنا .. ونحتال للآتي .. وننتقم

من التي قسّمتنا .. كل جارحةٍ
على جناحٍ من الرمضاء تضطرم
...