الى العزة القعساء ..

تجمّلْ فبعدَ العسْرِ يُرتقبُ اليسْرُ و مِنْ لجَّةِ الأرْزاءِ يُلْتقطُ الصبْرُ
و إنّ قتامَ اللّيلِ ليسَ بسرْمدٍ و إنْ طال لمْ يلْبَثْ يُطاعِنهُ الفجرُ
تقلبت في الأيّام حتّى بلوْتُها و منْ مُقْلة الإدْراك عنّ ليَ الفكرُ
فما وصْلُها وصْلٌ و لا هجرُها قِلىً و لا عذبها عذبُ و لا مرّها مرُّ
و منْ لكَ بالخلِّ الذِي إنْ صحبتهُ يُصافيكَ إلاَّ أنْ يُصاحبك الخِضْرُ
و ذِي سكرةٍ غالَ الهوى صفوَ عقلِه تُساقيه أقداحُ الغوايةِ لا الخمرُ
يروم دِراك المجْدِ منْ غيرِ سُبْله و كمْ طالبٍ نُجْحًا و غايتُه الخُسرُ
و إنّ زمانًا سوّد الجهلَ مفلسٌ و إنْ زرَّ في أثْوابه اليَشْمُ و الدُرُّ
و منْ عجبٍ أن يُحْسن القولَ ألكنٌ و يسمَعه مَنْ كان في أُذْنه وُقرُ
جَفاني أهيلٌ لست أرْضى خِصالَه و ليس يضيرُ التبرَ أن يُهْملَ التّبرُ
إذا ما فتَى الفِتْيانِ شُدّت ركابُه إلى العزّة القعساءِ زاحمهُ الدهرُ
و سائلةِ ما القصدُ و هي عليمةٌ بحالي و بعضُ الحالِ يُنبيك مالخُبرُ
صمدتُ إلى العلْياء أُزجي مُزونها و حظُّ الورى ممّا أعالجه القَطرُ
إذا ما سُراة اللّيلِ تُهدى هُداتها بأنْجمها فاليومَ قد كمُل البدرُ