صاحب جوّالي ( أبو رنّة )
- قصيدة ضاحكة
( لربما تعرفتم على صاحبي هذا، فما أكثر أمثاله في حضرة أجهزة الجوّال الخلوية)
شعر: يوسف أحمد- فلسطين.19/9/2008
أعطيته ما يستحق وأكثرا ومنحته من ذوب نفسي كوثرا
وبذلت قلبي في رحاب صباحه عطرا وفي زمن المرارة سكّرا
وعفوت عن أخطائه متجلدا ونصحت حتى لامني من أنكرا
ومددت حبل الحِلْم حتى خالني لا يستقرّ بخاطري ما قد جرى
يحتاج كفي كي يحارب صبيتي ويريد عيني لابنه كي يبصرا
ويظن أعضائي العزيزة سلعة ليبيعها في السوق إن هو أعسرا
ولكم تمنى أن أظل غزالة للمسك حتى يستمر معطرا
ولكم تعشّق هاتفي فحسبته قيسا يضم إليه ليلى أشهُرا
يدنيه من أذنيه مستمعا إلى صوت المحاور مرة ومزمجرا
وأرى أصابعه تسارع ضغطها وتداعب الأرقام تطلب آخَرا
وإذا استفاض مشى قليلا وانتحى جنبا وهاتف ثالثا وتأخرا
ولربما عشق المكان فشغل ال "كميرا" وأرسل صورة واستبشرا
ولربما ضغط المسجل وانثنى يشدو يسجل صوته متبخترا
ويروح يبعث ما شداه رسالة لمسابقات المطربين مُكرَّرا
ولكم دعا لي بالثراء مؤملا ألا يرى جوال جيبي أبترا
ودعا لجوالي بخصب رصيده حتى يظل براحتيه منورا
وإذا افترقنا واستجدت حاجة في نفسه بعث الرنين وسكرا
لأعود بالجوال أطلب رقْمه كي أدفع الثمن العظيم الأكبرا