جاء البشير جاء البشير و زف مولـد أحمدا
و رمى اللـيالي الكالحـات وراءه و استقبل الفجر الولـيد و غـردا
طربت قصائده الحـسان سعادة و هوى لبردته و أصبح منشدا
طال انتظار الشمس في ليل الدجى مذ قال عيسى إن بعدي أحمدا
كان الظلام على البرية جاثما مثل الجبال الصم أو مثل الردى
إبليس زين عرشه لعباده و بنى بكل فؤاد عبد معبدا
و سعت أفاعيه بكل تلون بين العباد تدس سما أسودا
و الكون أضحى غابة ممقوتة قد أبرق الإلحاد فيه و أرعدا
و طغت صنوف الكفر في جنباته و تضاءل الإيمان حتى ما غدا
يلقى لديه الظلم كل مؤيد و الحق لا يلقى لديه مؤيدا
تركوا العظيم لعجوة و حجارة ما ضرها ما نفعها كي تعبدا
و جنوا على مولودة مسكينة ما ذنبها ما جرمها كي توأدا
خمر و زمر و انتهاك محارم و فساد عربيد طغى و تمردا
يا سوأة التاريخ من سوآتهم لما يسطر للفساد مجلدا
كيف النجاة شكا دعاة مظالم و علا عويل صراخهم مستنجدا
كيف النجاة علت بذلك صرخة شقت حدود الكون تجتاز المدى
سمع المغيث الله صوت ندائهم فأجاب من عليائه ذاك الندا
و حبا يتامى الكون خير هدية كانت هديته النبي محمدا
نظر الإله إلى الورى فاختاره من خيرهم أصلا و أطهر محتدا
ابن الذبيحين اللذين لخيرهم نزلت من الله النبوة و الفدا
و رأى قلوب عباده فاختاره من خيرهم قلبا و أطهرهم يدا
و تسلل النور الوضيء مجاهدا فاستل مشهدهم ليعلن مشهدا
ليعين مظلوما و يردع ظالما و يدل حيرانا و يفتح موصدا
و سعى لألـباب الحـيارى هاديا و مشى على الأرض الغوية مرشدا
أهـوى بكفـيه فكانت طـهرة و هوى بجبهـته فكانت مسـجدا
أحـيا ربـيع الحق في جنـباتها فامتد سـيل الحـق فيها مـزبدا
و نما نبات العـدل مزدهرا بها متفـتح الأزهـار حتى للعـدا
و اهتم بالأخـلاق و استكـمالها فغدا الطـريق إلى الجـنان ممهدا
فاضلت بين الريح حاملة لخيـ ـرات السحائب وهي تقطر بالندى
و يميــنه فوجدت أن يميــنه كانت من الريح الكريـمة أجـودا
محـت الضلال عن الأنـام يمينه و استبدلت بضلالـهم نور الهـدى
كانت مقاصـدهم شــتاتا عـدة فأتى فوحـدها جميـعا مقصـدا
أدنى الصلاح و مصلحيه جميعهم في ظل دعـوته و أقصى المفسدا
درست معارفهم و غطى جهلـهم فأزال جهـلهـمُ القديـم و جـددا
و استخرج الداء العويص بحكمة بمواعظ صـدق تلـين الجلـمدا
ألقى رداء الشرك عن أكتافهم فغدا جميع المهتدين موحدا
كانوا بأبواب الضلالة ركعا فغدوا بأبواب الهداية سجدا
الله أكبر من ضلالات الورى قم يا محمد للأذان مرددا
أعلن نداء الله بين عباده و اصدع بما تؤمر و أعلن مولدا
أنت البشير فزف مولد أمة ستصير التاريخ تاريخ الهدى
محمود آدم






تحياتي 