| 
 | 
هذا أنا.... هَلْ تُنْكِرِيْنَ وُقُـوفِي  | 
 حُلُمٌ نَفَتْهُ الرِّيحُ ذَاتَ خَرِيفِ | 
حُلُمٌ أتى والْفَجْرُ يَغْسِلُ وَجْهَهُ  | 
 ويُنبِّهُ الأطْيَارَ لِلتَشْنِيفِ | 
أصْغتْ للحْنِ الحُبِّ يملأُ قلبَهُ  | 
 فتراقصتْ معَ نبضهِ الْمعزوفِ | 
لمَّا تَهَادَى النُّورُ نَحْوَ عُيُونِهِ  | 
 رَفَّتْ رُؤاهُ الْبِيضُ...أيَّ رفيفِ !! | 
وَغَدَا عَلَى فَنَنِ الأمَانِيْ شَادِيًا  | 
 كَمْ مِنْ فَحِيْحٍ حَوْلَهُ ..وَعَزِيفِ | 
حُلُمٌ يُطرِّزُ بالبروقِ طُمُوحَهُ  | 
 والرَّعدُ يضربُ حولهُ بِدُفُوفِ | 
سَيَكُونُ مَا رسَمَتْ خُيُوطُ خَيَالِهِ  | 
 مَنْ كَانَ يَمْنَعُهُ مِنَ التَّسْوِيفِ !! | 
لمْ تنفُثِ الآهاتُ في قاموسِهِ  | 
 غُصَصَ الحياةِ بلوعةٍ وصُروفِ | 
لم تذبُل الضّحكاتُ ملءَ شفاههِ  | 
 لمْ يكتنفْها موسمُ التجفيفِ | 
الْعِيدُ فِي عَيْنَيِهِ أَبْسَطُ لُعْبَةٍ  | 
 مِنْ أُمِّهِ وَعِمَامُةٌ مِنْ صُوفِ | 
لاشيءَ يَعْدِلُ حُسْنَ حَارَتِهِ الَّتِي  | 
 سَقَتِ الْمَدِيَنَةَ منْ طِباعِ الرِّيفِ | 
كَمْ خَبَّأَ الْبَسَمَاتِ فِي أَدْرَاجِهِ  | 
 صُوَرًا .. وَصَفَّ الْعُمْرَ فَوقَ رُفُوفِ | 
قَدْ كَانَ يَغْفُو فِي ظِلَالِ خَيَالِهِ  | 
 فَأَفَاقَ تُوقِظُهُ يدُ التَّكْلِيفِ | 
وَنَفَتْهُ عَاصِفَةُ الْحَيَاةِ مُشَرّدًا  | 
 مِنْ حِضْن حَافِلَةٍ لِحْضْنِ رَصِيفِ | 
مُتَمَسِّكًا بَحَقِيْبَةِ الألَمِ الَّتي  | 
 صارتْ لهُ كالْغُصْنِ لِلْمَجْرُوفِ | 
مَابَالُ هَذَا الدَّربِ مِنْ فَرَحٍ إِلَى  | 
 حُزْنٍ ...وَمِنْ أَمْنٍ إِلَى تَخْوِيفِ | 
وسراجِ أحلامي الذي أذكيتهُ  | 
 بين انطفاءٍ موشِكٍ ووجيفِ | 
كلُّ البيوتِ على الطريقِ كئيبةٌ  | 
 تخشى لقايَ وتتَّقي تضييفي | 
نظرتْ نوافذُها إليَّ بريبةٍ  | 
 وتثاءبتْ  أبوابُهَا كَــكُــهوفِ | 
أنَا لاأرى في التِّيهِ لوْنَ مَلامِحي  | 
 أسَواعِدي خُلِقَتْ بِغَيْرِ كُفوفِ!! | 
مِنْ أينَ ينسربُ الضبابُ لمُقلتي  | 
 وتعبُّهُ أَنَّى اتَّجَهْتُ سُقُوفي | 
وحْدي أُقاتِلُهُ وَأُدْرِكُ أنَّه  | 
 عَبَثًا تُلَوِّحُ في الْفَراغِ سُيُوفي | 
ألَمٌ.. وعاد لأمِّهِ مُتَرَنِّحًا  | 
 لاتسْألُوا عنْ حُلْمِهِ الْمَخْطُوفِ | 
هَذَا أَنَا .. يَاأُمَّ جِئْتُ مُحمَّلاً  | 
 تَعَبَ الْحَيَاةِ وَوَطْأَةَ التَّطْوِيفِ | 
الشَّوقُ رَاحِلَتِي وَمَائِي أَدْمُعِي  | 
 وَالذِّكْرِيَاتُ السَّاخِنَاتُ رَغِيفِي | 
يَاأُمُّ مَا أَقْسَى الْفِرَاقَ فَضَمِّدِي  | 
 عُمُري وكُفِّي في السَّرابِ نَزِيفِي | 
هَذَا الْهَجِيرُ حَرَارَةٌ لِلَقَائَنَا  | 
 أَمْ أَنَّهُ شَيْءٌ مِنْ التَّعْنِيفِ | 
لاتَنْبِسِي حَرْفَ الْعِتَابِ وَتُغْمِدِي  | 
 سَيْفًا فَمَا عَادَتْ تُطِيقُ كُتُوفِي | 
أَلْقَيْتُ قَافِيَتِي عَلَيْكِ مُسَلِّمًا  | 
 فَلَمَحْتُ وَجْهَكِ لَيْسَ بِالْمَلْهُوفِ | 
أَيَكُونُ قَدْ أَغْرَى الْبَشَامَةَ شَاعِرٌ  | 
 هَيْهَاتَ أَنْ ُتْصغِي لِغَيرِ حُرُوفِي | 
فَلَكَمْ تغازلْنَا صَبَاحًا وَالنَّدَى  | 
 يَنْسَابُ فَوقَ غُصَيْنِهَا الْمَشْغُوفِ | 
هذي الذُّرى أوْدَعْتُها سِحْرَ الصِّبا  | 
 أَصْداءَ بسْمَلَتي .. ظِلالَ وُقُوفي | 
كمْ سالتِ الأحلامُ بين شِعَابِها  | 
 وَرَعَتْ أَصَائِلُها قَطِيعَ طُيُوفي | 
أُمَّاهُ رُدِّينِي لِبَعْضِ بَرَاءَتِي  | 
 لِلْعِيدِ...لِلأصْحَابِ...لِلْمَصْرُوفِ | 
لِبَسَاطَةِ الأَمْسِ الَّتِي ضَيَّعْتُهَا  | 
 وَلِحَارَتِي وَلِوَجْهِهَا الْمَأْلُوفِ | 
وَخُذِي حكَايَاتِي الَّتِي أَلَّفْتُهَا  | 
 فيكِ اخْتَتَمْتُ مسيرةَ التَّأْلِيفِ | 
مَاعُدْتُ أُحْسِنُ حَبْكَ دَوْرِيَ صادقًا  | 
 في مسْرحِ الإِسْفَافِ والتَّزْيِيف |