لك الله يا شام
لُومِي وَلا تقبلي عذري لكِ العتبُ=فداكِ أمٌ وأبناءٌ فداكِ أبُ
فداكِ نفسي وأحلامي أسطّرها=على جبينكِ والآمالُ تنسكبُ
هواكِ أغنيةُ العشّاقِِ من زمنٍ=غنّى بها المجدُ والتّاريخُ والشّهبُ
إليكِ أحملُ في الترحالِ زنبقةًً=وفي فؤادي حنينٌ شفّهُ النّصبُ
ودمعةُ الشّوقِ من عينيََّ نازفةٌُ =تبكي عليكِ مراراً والهوى تعبُ
وقفتُ أسألُ والآلامٌ تعصفٌ بي=والحزنُ فأسٌ من الأضلاعِ يحتطبُ
من أحرقَ الأرضَ من ساقَ الرّدى شبحاً=يغتالُ دون هدى ينأى ويقتربُ
كيف استباحَ بلا ذنبٍ وداعتها=وراحَ يجتاحُ في حقدٍ ويقتضبُ ؟
كيف البلادُ الّتي أرست دعائمها=فوق السّحابِ تهاوتْ وهي تنتحبُ ؟!
وكيف أمسى على هامِ ألشّموخِ أسىً=والذّلُُّ بات على أسوارها يثبُ ؟!
وكيف كيف أناخَ القهّرُ سطوتهُ=على الرِّقابِ ووجهُ الحقِِّ منتقبُ ؟!
كأنّها اليومَ أنثى باعَ سيدُها=عفافها ومضى بالعزّةِ الذنبُ
إنّ الفجيعةَ تدمي خافقي ويدي=مشلولةُ ويدُ السّفاحِ تستلبُ
لا تملكُ الكفُّ من دهري سوى قلما =لأُقرضَ البؤسَ والأبياتُ تغتربُ
وكم دعوتُ حروفي فانزوتْ خجلاً=أيشفعُ الشّعرُ عن عجزي فأحتسبُ ؟!
يا شامُ أعلمُ أنًّ الخطبَ يَكبرني=وأنّ قومي أشاحوا عنكِ واحتجبوا
وأنّ أرضكِ مازالت مكبلةً=حُرَّاسها الغدرُ والتدليسُ والكذبُ
تلك اللآمةُ والخذلانُ قد مُزجتْ=ليت اللذين سقوكِ الكأسَ قد شربوا
قتلٌ وجرحٌ وحرقٌ هكذا اتحدوا=أنصارُ طاغوتِ هذا العصرِ واعتصبوا !
حمصٌ تصيحُ ودمعُ النائحاتِ دمٌ=وللثِّكالى أنينٌ والصّدى حلبُ !
هذي دمشقُ الهوى أضحتْ مشانقها=لكلِّ حرٍ أدانَ الظلمَ تنتصبُ
وتلك درعِا ضحاياها بلا عددٍ=تشكو الأمرينَ والأعراضُ تغتصبُ
وفي حماةَ إذا ما زرتَها سترى=جدرانَها بدمِ الأطفالِ تَختضبُ
يا شامُ فوقَ فمي المشدوهُ أسئلةُ=حيرى وأجوبةُ تهمي لها الهُدُبُ
حتّى متى ورصاصُ الموتِ يعلنها=للأبرياءِ وسوطُ الظّلمِ يلتهبُ ؟!
حتّى متى وخفافيشُ الظّلامِ بلا=رفقٍ تدمّرُ ما شاءتْ وتنتهبُ ؟!
حتّى متى وعيونُ الشَّرقِ نائمةُ=عن كلّ جُرمٍ ترى... هل ماتت العربُ؟
قصيدة جميلة حاولت تشكيلها وتغيير بعض الأخطاء الكيبوردية بالتشكيل
سامحني أخي دمت بتألق