|
|
كفْكِفْ شجونَـكَ، فالسّلوانُ مُحْتجِبُ |
والصّمتُ مُنسَدِلٌ، والرّوحُ تَنسَكبُ ! |
وانظُرْ إليَّ وقدْ أُسكِنْتُ مملكـةً |
للصّمتِ، تحرسُني الأشواكُ والشُّهُبُ |
وامْلأْ لأسئلـةٍ – قد فاضَ مِدْمعُها – |
كَأْساً، فقدْ مُلِئَتْ من صمتيَ السُّحُبُ ! |
غُيِّبْتُ قبْرَ فـراقٍ، والأَسَى كفَني |
حتّى صحوتُ وروحُ الرّوحِ تُستَلَبُ ! |
إنّي بِبابِكَ، فاسْأَلْ جفنَ ذاكرتي |
يُخْبِرْكَ أنَّ شُحُوباً للحشا يثِبُ |
فالشّوقُ في مُقَل النّبْضاتِ مُحْتبسٌ |
كالغيمِ يحبسُ دمْعاتٍ ستُرتَكَبُ |
والبوحُ قدْ رمدَتْ عيناهُ مِن كمَدٍ |
يَهذي بطيفكَ، والأنفاسُ تضطربُ |
والقلبُ ما برحَتْ ذكراكَ تنحلُـهُ |
حتّى ذوى، وظلالُ الموتِ تقتربُ |
ماعدتُ أُبصِرُ في الأحلامِ قافلتي |
أوْ بسْمـةً بجفونِ الشّمس تنتقِبُ |
ماعدتُ أذرِفُ حرفاً في حِمى ورقٍ |
إلاّ وطيفُكَ قبْلَ الحَرف ينسكبُ !! |
أدركتُ أنّ شجوني لنْ تخاصمَني |
حتّى أغادرَ أرضَ النّاس، أنسحِبُ |
فاهنَأْ، فقدْ سقَطَتْ من شرفتي نُجُمٌ |
كانتْ لنا سُقُفاً، بالحُلْمِ تنتصِبُ |
وانْسَ التي زرعَتْ في نبضِها كلَفاً |
هيْهاتَ يخفتُ، أوْ يذوي به اللّهبُ ! |
كنْ شادياً لِعُيونِ الفجر - يا عُمُري- |
تُلْفِ الأنينَ على الأدْواحِ ينتحبُ |
وارفقْ بروحِكَ، أَطْعِمْها بنفسَجةً |
يكفي بأنّكَ عن حُزْني ستحتجِبُ |