أُصابُ و ليسَ تُدركني السِّهامُ بـأرزاءٍ يكسِّرُهـا الفطـامُ
و أصبرُ في البليَّةِ لو فـؤادي تغشَّتْهُ النِّبالُ لهـا ازدحـامُ
و أشكرُ للمُغيثِ تمامَ فضـلٍ مِنَ النَّعْماء ليس لهُ انفصـامُ
و أرقبُ بارقَ التفريجِ حتمـا متى الأنواءُ أثقلهـا الظـلامُ
و لي قدَرٌ من الأقوات يَكفـي و كم يعيا من الشَّرَهِ القـوامُ
و أدّخر الهدى فـي دَرْءِ شَـرِّ من البلـواءِ أوثقـه النظـامُ
أرى الدُّنيا مساكبها انهمـارٌ من الخيراتِ آخرها الحِمـامُ
و من قَدَرِ أَفِـرُّ إلـى قضـاءٍ تُقَلِّبُنـي العنايـةُ و السَّـلامُ
و لستُ بزهرة الدّنيا غـرورا و لي فـلٌ يداعبـهُ الخُـزامُ
و لي حيزَتْ حذافيرُ التَّمَنـي و ترغمُ لي مسـرّاتٌ عظـامُ
أراني واقفا في الكـون حُـرّاً تُظللني السَّمـاءُ و لا أُضـامُ
و لي شمسٌ بذي اليمنى أنارت و لي قمرٌ بذي اليسرى يُـرامُ
غنيٌّ بالرّجـا و الله حسبـي و ربُّ العالميـن لـه الـدَّوامُ
و من عبدَ الدّراهمَ ذلََّ طـرّاً و قد تعستْ بمعبدها الأنـامُ
فواغرُ شاخصاتٌ بل سكارى و من هول المؤشـر لا تنـامُ
لها في الهمِّ همهمـةٌ و فكـرٌ يطولُ و حيرةٌ فيها احتـدامُ
تكسرّت النصالُ على نصالٍ و سهمُ الحقِّ تُخطئهُ السهـامُ
و ليس شماتةً نُبْدي و لكـن نسوقُ لوجدهم ذكراً يُقـامُ
أقولُ فليسَ يربو ما أصابـوا و إن يربو فعاملـه الخصـامُ




