فتشت في طوكيو عن مالك بن نبي
فقام في ثورة من أسطر الكتب

يقول من أنت يا هذا? فقلت له
أبو الفوارس قال اسكت إذا عربي

قل لي أتعقل شئيا قلت ليس سوى
أكلي وشربي ومن سري الى ركبي

فقال ماذا جرى أفصح فقلت له
أبشر فقد نهض الاعراب عن كثب

وأدركوا أن هذا العقل أرهقهم
بكثرة الشك والأوهام والريب

وقرروا أن في تشغيله خطر
وأنه مصدر الإرهاب والشغب

وأنه مصدر الازعاج حين رأى
أن لانهوض لشعب جاهل وغبي

فأهملوه وعاشوا نهضة بُنيت
براحة البال لا بالكد والتعب

لا بارك الله في عقل أراد لنا
أن ندرك الفرق بين الرأس والذنب

لقد علمنا يقينا أن قادتنا
عانوا كثيرا لحفظ الاسم واللقب

وأنهم أحسنوا بالناس إذ جعلوا
ولاية الامر بالتوريث والنسب

وأن طينتهم أخرى يجوز لها
مالا يجور لباقي الطين والخلب

وأن طاعتهم دين وأن لهم
حق علينا بحب الآل والعقب

وان من نازع الوالي ولا يته
كمن تقرب للمولى بقتل نبي

حتى وإن كان والى المؤمنين فتى
يلهوعلى العرش أو يبكي ككل صبي

فلايجوز لفرد أن ينازعه
أو أن يعارضه بالشعر والأدب

وليس في الدين شي غير طاعتهم
والحج والصوم والطاعات القرب

وحفظ ما شئت من متن ومن سند
كقال حدثني جدي رواه أبي

وأن تجرح أقواما وتنعتهم
بالفسق والوضع والتدليس والكذب

وأن تقوم على الأنثى وتحبسها
في بيتها من وراء الستر و الحجب

فصوتها عورة والله حذرها
من الخروج فصح في وجهها انتقبي

هذا هو الدين محصور ونحن به
نعيش في حقبة من أورع الحقب

نعيش في نعمة والله اكرمنا
بقادة من ذوي الهيئات والرتب

لنا بيوت وأبواب لنا خدم
لنا خيام لنا برج على السحب

نبنى من الثلج في صحرائنا مدنا
ونستضيف مرارا دروة اللعب


لنا فتوح لنا خيل لنا قمم
تحرر القدس بالتنديد و الخطب

لنا جنود لنا جيش وأسلحة
ترش (أم علي) بالفستق الحلبي


لنا نساء لنا عطر لنا طرق
ووصفة لانتصاب غير منتصب



لنا نجوم وأقمارلنا صحف
تطيش في ما روى السدحان والقصبي


لنا غناء لنا في الرقص سابقة
ومسرح عامر بالفن والطرب


لنا عقال بلا عقل لنا شفر
صقيلة بين ألواح من الخشب


ألا ترى أننا قمنا بنهضتنا
بالدًر والصًر لا بالفكر والعضب


فقال واسفا كم قد بكيت دما
وكم كتبت لمن لم يقرؤا كتبي


وكم تجاوزت آلامي وبحت لهم
في ثورة العقل لا في ثورة الغضب


وكم عصرت لباب الفكر في لغة
لكل ذي همة معسولة الحلب


بعثت فيها من التاريخ أعمدة
من مطلع الفجر لا من مطلع الرطب

وكم ترقبت فجرا غاب عن أفق
ملبد كضحايا السل والجرب


أنا بن أنثى من الإعراب اسكنها
محمد فوق هام الأنجم الشهب


فمات عنها وقد وفٌى وكفٌلها
صحبا فخطوا لها تاريخها الذهبي


وهاهي اليوم تهوي من مواقعها
كما هوى العقل في قارورة العنب