![]()
علـى ضفـاف قلبـك المكبـل بالثـرى ، أنسـج أنينـي نـداءً ، خلـف كـل ذرة تحتضـن تقاسيـم وجهـك الجميـل ، وخلـف كـل غيـاب يشعـل الحنـين جمـراً فـي شرايينـي .
مـذ رحلـت وكلـك لا يبـرح مخيلتـي ، فحيـن تنهمـر سمـاء اشتياقـي تسلـم ذراتـي لـسطوة فقـدك ، فيحملنـي الشـوق إلـى فضـاء يعيدنـي إليـك ، ألتصـق علـى صـدر فراقـك ، و علـى حـدود خـارطة الحـزن يـدك فقـدك أسـوار صبـري ، فأحمـل حقيـبة بؤسـي علـى ظهـر قرحتـه سيـاط الوحـدة ، أهـرول فـي مـدن أحـزاني ، فتعيـدني طرقاتـها إليـك ثانيـة لأتكـوم غيمـة منكسـرة علـى أطـراف روحـك الملائكيـة .
أتفيـأ ظـل كفـك أمـي ، ليجمـع شتاتـي ، و يلملـم أدمعـي ، و يهدينـي الظـل فـي هجيـر فقـدك .
فأنـّى ليـد الحنـان تمتـد لتمسـح رأسي !!
أنّـى لصـدر يضمنـي حتـى تتفتـق براعـم أضلعـي ياسمينـاً يفـوح منـه عبـق صـدرك !!
أزرع وجهـي بحضنـك أمـي ، لأمطـره بـؤس أيـامي ، و تشـرد أحلامـي ، و شقـاء روحـي .
آآه أمـي ، كـم وضعـت عمـري تحـت حـد الوقـت ، وعلقـت قلبـي علـى مشاجـب القصـاص وقـد أصـلت النـوى سيفـه !! ، لـكن الصلـب تأخـر ، و خانتنـي ساعـات الجـوع إلـى القـبر .
عجبـــاً !! ، حتـى المـوت يـفر منـي !!؟؟
طرقـت أبوابـه فأبـى أن يستقبلنـي ، و يصـر أن يسرقنـي ببـطء ليكـون أكـثر إيلامـاً .
آآه أمـي ، إنـي أشـم رائحـة المـوت بيـن جـلدي و ثوبـي ، أتحسـس اقترابـه كلمـا اشتعـل الليـل فـي عتمـة قلـبي ، أتنفـسه مشبـعاً بأنفـاسي ، فهــلاّ أخذتـني إليـك ؟ ، هـلاّ سمـعت النـداء ؟؟ *
ـــــــــــــــــــــــ
* من وحي الصورة