إليك يا أبي ، دفقة من حب ، موصولة بحب ، بدؤها حب وختامها حب

زار الضياءُ جبينَه فاستحسنهْ
واختار – شوقًا للعُلا – أن يَسْكُنهْ
يسمو إليه إذا اشتهى أن يحتسي
كأسًا ليَخْـلُدَ في رحيق السَّوْسَنَةْ
أهداه ربي هيبةً ، غنَّى بها
يومٌ فذابت في مهابته السَّنَةْ
لله دَرُّ فضائلٍ سارت إلى
كفيه تسعى كي تُحَـلِّقَ مُذْعِنَةْ
لا زال يطلب ودَّه بوحُ السنا
والجودُ والآدابُ ترجو مَوْطِنَهْ
سِـيَرُ العِظامِ إذا قرأتُ فصولَها
لم أكترثْ برُواتِها والعَـنْعَـنَةْ
أتُراه يدري بالقلوب ونبضِها
فإذا اشتكى قلبٌ هموماً أسكَنهْ
فيعود يرقص كالطفولة عندما
في الفرح تهذي إن بَغَتْ أن تُعْـلِنهْ
كلماتُها في الكون مصدرُ بهجة
وغِناؤها أبياتُ شِعرٍ مُتقَنةْ
يا من تسامى كالشموس إذا بَدَتْ
والشمسُ تخبو في غُروب الأزمنةْ
لكنَّ نورَك لا يزول ، فإن خَبَتْ
كلُّ الشموس بقيتَ شمساً مُـزمِنةْ
في كل ركن من قلوب أحبتي
صوتٌ ينادي كي تزورَ وتَقطُنَهْ
يهفو إليك بلهفة الطفل الذي
يرجو أباه بأن يجيءَ ويحضنهْ
فيظل يبكي كلما قَذَفَتْ به
ريحُ التشوُّق في ظلام الأمكنةْ
حتى يراك وقد بسَمْتَ بوجهه
فتعودُ بِشْرًا كلُّ ذكرى مُحزِنةْ
هذا شعورٌ لم أطِقْ سَتْرًا له
فالحب يأبى - إن طغى - أن نسجِنَهْ
ما كنت أقوى حملَه حتى بدا
في ناظريَّ وردَّدَتْهُ الألسِنةْ
هذا نداءُ القلب يرجو أن يرى
في ناظريك رضاك يعزف ألحُـنَهْ
هذا ندائي يا أبي فاقبل به
تفديكَ روحٌ في غرامك مُـدْمِنةْ