|
الحسن ما سكنَتْ له الأحداقُ |
والحب - يا باغي الهوى - حرّاقُ |
في وصلكم سابقتُ أربابَ الهوى |
فسبقتُهم ، ومطيّتي الأشواقُ |
وأتيت ناديكم وألفُ نجيّة |
عندي على شط الهوى تنساقُ |
.... |
الملتقى بالعطر يقطُر ، والندى |
أعضاؤه والمشرفون كأنهم |
غيثٌ تذوب بقطره الأخلاقُ |
والروضُ إن زار الربيعُ رحابَه |
أو غاب عنه فرائعٌ خلاّقُ |
ميثاقُهم : أنّ المحبة تعتلي |
قممَ البديع ، فيا له ميثاقُ |
طاغٍ ، وما الطغيان بين أكفهم |
إلا غمامٌ ماطرٌ دفّاقُ |
أكرم به لمّا أغاث قلوبَنا |
والحبُّ يعرف غيثَه العشّاقُ |
والحبُّ ماءٌ في رحاب الملتقى |
يروي العطاشَ زلالُه الرقراقُ |
.... |
إني أتيتُ الملتقى متخوّفاً |
يُخفي عن الزوار خلف قناعه |
أمراً ، فإن أبداه فالإحراقُ |
ما هبتُ أجناد القصيد ، أنا الذي |
غنت ببوح قصائدي الآفاقُ |
لملمتُ شاردها ، وصغت نضارها |
تاجاً ، فكان نتاجَها الإشراقُ |
لكنني خفت المُضيَّ بأحرفي |
في منتدى يرتاده الفسّاقُ |
حتى دعاني للمرور "مهندٌ" |
فمررت ، يصحب خطوتي الإشفاقُ (2) |
فلقيتكم دُرًّا عَلا موجَ العُلا |
والدُّرُّ موطنُ دُرِّه الأعماقُ |
.... |
أترى يطيب العيش دون أحبة |
جادوا ، فما جاد الكرام بمثل ما |
جادوا ، وما ضنَّتْ لهم أوداقُ |
والجود في كف الكريم عنادلٌ |
تشدو ، فيحسد شدوَها الإملاقُ |
والجود لحنُ الملتقى ونشيدُه |
وشعارُه ولواؤه الخفّـاقُ |
والله لو يحلو النسيم فإنه |
غنّى بهم ، وعبيرُه مِصداقُ |
ويلاه ، لو أن الحروف تطيعني |
لفتحتُ باباً ما له إغلاقُ |
ولصغتُ من عذب الكلام تحيّة |
للملتقى ، لكنّه الإخفاقُ |