تَفَاصِيْلُ وَجَع




(1)


لَمْ يَبْقَ لِي
سِوَى ذِكْرَى فَرَحٍ مَغْدُوْر
وَ فَجِيْعَةُ حَنِيْنٍ
مَا اكْتَرَثَ بِهِ أَحَد !!

(2)

لَو كَانَ الصُرَاخُ يُجْدِي
لَمَا قَضَمْتُ أَطْرَافَ أَصَابِعِي
قَهْراً وَ حَسْرَةً
وَ أَنَا أَرَاكِ تَتَوَارَيْنَ عُنْوَةً
مِنْ مَسَامَاتِي
وَ قَدْ عَقَدْتِ العَزْمَ
عَلَى التَلَذُّذِ بِذَبْحِي مِنَ القَفَا
بِنَصْلٍ غَيْرِ حَاد
إمْعَاناً فِي الإسْتِمْتَاعِ بِتَوَجُّعِي

(3)

أَيَّةُ رُوْحٍ تِلْكَ الَّتِي
سَتَبْقَى فِي جَسَدِي
بَعْدَ أَنْ خَلَعْتِ نِيَاطَهَا
وَ قَطَعْتِ خَيْطَ نَبْضِهَا
وَ حَكَّمْتِ قُسَاةَ عَسَاكِرِكِ
عَلَى نَافِذَةِ أُنُوْثَتِكِ
لِكِي يَحُوْلُوا دُوْنَ نَشْرِ
وَجَعَ إشْتِهَائِي
كُلَّمَا فَاضَ بِيَ الحَنِيْنُ إلَيْكِ!!


(4)

وَ بِدُوْنِكِ
أَنَا نَخْلَةٌ
أُسْتُنْفِذَ ثَمَرُهَا
وَ شَاخَتْ عُذُوْقُهَا
فَاسْتَكْثَرَتْ حَتَّى الغِرْبَانُ
المُرُوْرَ عَلَى وَحْشَتِهَا
لِنَثْرِ نَعِيْقِ العَزَاء!!

(5)

مَأْتَمٌ
فِي يَوْمِهِ الأَوَّلِ

وَ المُعَزُّوْنَ غُرَبَاءُ
وَ أَنْتِ لاهِيَةٌ
تَسْتَكْثِرِيْنَ حَتَّى كَلِمَةِ عَزَاءٍ عَابِرَةٍ
بِمُنَاسَبَةِ ذَبْحِ عِشْقٍ
لَمْ يُكْمِلْ مِنْ رَبِيْعِهِ سَاعَات !!


(6)

وَ مَا آخِر كَلِمَةٍ/سِكَّيْنٍ
أَوْدَعْتِهَا فِي شِغَافِ الرُّوْحِ
إلاَّ نِهَايَةُ عِشْقٍ
تَطَرَّفَ فِي إشْتِهَائِه
وَ لَمْ يَجِدْ أَرْضاً
تَسْتُرُ عُرِيَّ جُذُوْرِه!!


حِيَال مُحَمَّد الأَسَدِي