هذه الكلمات كتبتها مذ أكثر من عشرة سنين
في بدايات تعلمي البوح فرفقا بي رجاء

زمن الخوف
لعيون يحتويها الغيب جوعا ... وداعا
للسنين العجاف...
... لأيام الخوف ...
... للخريف ...
لليالي المظلمات
... لخطى الجفاف ...
بالبلد يطوف ...
... للنزيف ...
لانكسار الكلمات على كرسي اعتراف
لاختناق الحروف تحت حدّ السيف
لانهزام الفجر وما خاض صراعا...
... وداعــــــــا ...
***
للقلب يموت في حضرة الفجر خشوعا
... وداعـــــــــــا ...
للجمر ... للانطفاء ....
ساعة حسابات
... حبل مشانق...
لدعاء في محراب الصلوات
... دعوة صادق...
لوعود بلا انتهاء
على منبر خطابات
حديث منافق ...
لخبز البسطاء
...في سجل الكلمات ...
... ثورة مارق...لاحتراق الروح في الظلمات شمعا
... وداعا...
***
لعمر يمضي بكاء ودموعا ...
... وداعا...
لأروقة الوجع
للزوارق..في خلاء القفر تركن في قلق
للربيع ...يخضر على كفي طفل ... ثم يحترق
للجوع على أرصفة الشوارع
لخبز قصور الشرق
سنابل ظمئ في المزارع
يرويها العرق
لحزن يقف على دفة العمر شراعا
... وداعا ...
***
لكل من مات كما عاش شجاعا
.... وداعا ...
لأجراس الهلع
تطرق في الآذان
صمتا يكفينا وجع
انتهينا من زمان ...
وأمل القوم انقطع
ومضى في هوان
والذل في القلب أينع
وملأت جذوره الشريان
لجيوش السوس باسم الشرع
يكفينا زيفا وبهتانا
لكل من حمل قناعا ... وداعا ...
***
لقلب يجن شوقا ويرمى صريعا
... وداعا ....
للقادمين من أقاصي الأرض إلينا
من سنين ...
بعنا ما نملك وانتهينا
.... مجانين
لعنا الأرض ... والعرض ...
وتخلينا عن الإنسان فينا
... والحنين ..استحال في القلب جنونا
... تائهين ....تحملنا ريح التشرد للغيب سفينة
مرهقين
تبات العين دامعة حزينة
... حائرين
من خراب البيت والعنكبوت فينا
... من سنين ...
شاد في الصدري حصونا
للقادمين ... للذكرى تهيّج في القلب أوجاعا
..... وداعــــــــــا ...
18 جوان 1998