لحن اللحود
إذا أخبروني ، بينَ عامينِ عاثرُ
شريدُ الخُطى، والشَّمْعُ بالأهلِ غامرُ
بدربٍ عجوزٍ أتعبَ الكنسُ صدرَها
حقائبه بالانتظارِ تجاهرُ.
يُعبِّرُ عن مكنونِه البحرُ كلَّما
ترامتْ على شطِّ اليقينِ المعَابرُ
لِيُولدَ من رحمِ الجهاتِ محارةً
تزُفُّ لها عُطلَ الرِّقابِ البشائرُ
هوى من مجرَّاتِ السَّكينةِ، فالذي
يعاني جروحَ الأرضِ لا شكَّ شاعرُ
شعابٌ من الأشجان تنمو بداخلي
وليس بوسعي أن تُقامَ القناطرُ
بنفسي صدوعٌ شكَّلتْها قصيدة
وحبريْ على كرّاسةِ البينِ ثائرُ
تركتُ بمرعى النفس قِطعانَ حيرتي
وذئبا له إخوان يوسف سافروا.
ونايا على ألحان غصن بكيته
إلى أين يا مثلي بحزني أسافر؟
تَوحَّدْ معي حتى تغيب جنازتي
وتُسْمِعَني لحنَ الدموعِ المحاجرُ
أنا مَلِكُ الآلامِ من أوَّلِ الأسى
وعرشي على مرِّ الثكالى الخسائرُ
بأعقاب صمتٍ ينبت اللحنُ لاهثا
وتحرقُه آناءَ صدري السجائرُ
معي كنز خيبات ومعول نكبة
وجدران أيتام ،وخضري مهاجر
طريحةُ إنصاتِ الأماسي أصابعي
تنامُ وعنْ إيقاظِها النايُ قاصرُ
أ سُنَّةُ هذا العامِ تُمحى مدينةٌ
وتمتدُّ في عمقِ النفوسِ المقابرُ؟
ويُسرَقُ في عزِّ الأنامل خاتمٌ
ولم تستطعْ صونَ البريقِ الجواهرُ؟!!
وفي هامش الأعراف تنمو غواية
تمدُّ لها حبلَ القبول الضمائرُ
أيا صابئيَ الثَّغْرِ ساهِمْ بضحكة
لقد خلعتني بالثَّلاثِ النَّوادرُ
أدرْ قهوةَ المنفى، على بال غربتي
يَمُرُّ على عكَّازةِِِ النَّارِ خاطرُ
يعود ندائي أصفرَ الأفق كلما
تهاوى الصَّدى واطَّارحتُه الحناجرُ
برودة أعصاب العناوين شارفت
على طرقات بينها المشي فاتر
فأسكنت في وادي الخطايا جناية
ليوم على شكواه تُرخَى الستائرُ
وآتى النوى جنحا يرى الهجر أنه
جدير ببال لم يَحُمْ فيه طائرُ
تمخَّض عمري عن سراب بقيعة
بها الرَّمقُ المأمولُ بالغيم ساخرُ
وها قد توشَّى العام بالبعد، والنوى
تضيفُ له لونَ الضياعِ الأظافرُ
منازل أحلام اليتامى تقوَّضت
وعادت هباءً من سماها البيادر
فعشقي بدائي، وقلبي هزيمة
فأنَّى شممت الهجر فالنّصْفُ خاسرُ
وإنيَ منذ الطين قدَّست نشأتي
وقد شبَّ طوري وهو بالنار كافر
يعاهد ماء هادئ الطعم، هكذا
جنون الخوابي بالعناقيد سافر
عزائي شقيٌّ لا يطاع بمأتم
فلا تنكري يتما له الحزن صاغر
يحيد عن الأصنام في عز دربه
وفي وضح الأقدام عنها يهاجر
لقد كذبتْ عيناي والدمع خارق
مجرات ِقلب واكبتها البصائر
وأعفيتُ من جرمِ الأصيل لُزُوْجَةً
تؤيدها بالاحتقانِ المشاعرُ
وواريت ذنبا بالقميص موثقا
بأرض، خوابيها يَديَ تعاقر؟
أهلة أحزاني بعامين دارتا
وعادت محاقا يزدريها التناظر
أَ تُمْنَى ذراعٌ بالمخدَّات،بينما
بوحشيِّة الإنسان تُمنى الأساورُ
تعرى الصدى أو كاد يرتد حافيا
إلى جهة لمَّا تطأها الخواطر
وللمكر أبواب القصيد تفتحت
ودون اليراع البكر حالت محابر
وما أهملت عيناي رمشا مسهدا
وقلبي دبيب الانتظار يعاقر
وقابلتُ وجها كاد من فرط قهوتي
تدير له خمر الشقاء الدوائر
سيبعث رغم الليل والبرد يا هدى
بكل صباح ،أخضرَ الحلمِ ، شاعرُ