نـَقــْـشٌ علـَى جــُـرْح (1)
قف صاح واسمعْ ما أقولُ جَلاءَ
ولرُبَّ نـُصْحٍ قد أضـَـلَّ بـِناصِحٍ
يؤذي الدواءُ إذا جـَهـِلتَ الداء
هذي الحياةُ سفينة لا تتركوا
فيها الجُناةُ يـُسَـرِّبون الماء
تأتي على الفـُلـْك العظيمِ شـُـرُورُهـُم
حتى يـُبدَّدَ مـَن به أشـْلاء
ويكونُ لا ندماً بُعيدَ تـَهاونٍ
عن ضـَرْبِ أيـْدٍ أحـْدَثتْ بـَلـْواء
لا تسْتـَهـِنْ بحـَـقير شـَـرٍّ أو أذىً
فالفأرُ يهـْـدِم إنْ غـَـفـِلـتَ بـِناء
قـِيَمٌ تـَداعـَى صَرْحُها فانتابـَـني
بأسٌ .... ومَن ذا يألفُ البأساء ؟
فالقابـِضون على المَكارم جـُـلـُّـهمْ
غـُرَباءُ يـَلقـَـون الجـَفاء جـَزاء
يتململُ الحقُّ الجريحُ مُخـَـوَّفاً
والـزُّورُ يـَركـز في النفوس لـِواء
صار التملـُّـقُ خـبزَنا ، فـَرَغـِيفـُنا
غـُمـِستْ بـِماء الوجـْه صـُبـْحَ مساء
وأخـُـو الجـَهالة في الحياة مُنـَعـَّـمٌ
وأخو النـُّهـَى يـَتـَجـَرَّعُ اللَّأواء
وذووا الخـَنا كمْ كـُرِّمـُوا في لـَهـْوهِمْ !
حتى بدا اللاهـِي فتىً بـَنـَّاء
تـَبـًّا لِمَجـْدٍ يـُبـْتـَغـَى في ملعبٍ
أو مَحـْفـَـلٍ شـَغـَـلَ الشبابَ غـِـناء
والمُسْحـِتون يُجاهـِرون بـِسُحـْتـِهمْ
عـَجـَباً يـَرَون ثـَراءَهم نـَعـْماء !
قد عانـَدوا قـَـدَرَ الحَكيمَ بـِرزْقـِه
والرزقُ يَقـْسِمُه الإلهُ قضاء
لو يـُـؤْمِنون بـِعـَـدْل ربي لاكتـَـفـَـوا
بـِنـَصِيب ما وَهـَبَ الكريمُ عـَطاء
يَسْتـَبطـِئون مِن المُهَيمن نـِقـْمةً
وهو القـَـديرُ... بـِطـَرْفة لـَو شاء
لكنه الجـبـَّـارُ يـُمـْـهـِلُ بـَطـْـشـَـه
مـَن ذا يـَردُّ نـِـقـامـَه إنْ جاء ؟
يا ربِّ لا تجعل لـِذي حـَظ ٍّعلى
ذي العـقلِ يوماً مـِنـَّةً وجـَـزاء
وامنحْ بـُـناةَ المجـْـد صَبـْرَ مـُؤمـِّـلٍ
منك الثواب وأصْلـِحِ الأبناء
واجعلْ ذوي الألبابِ سادةَ عصـْرِهم
واقـْطـَعْ عن اللَّاهـِين منك رَجاء
وَسـِّع دِلاءَ ذَوي الفضائلِ ربـَّـنا
وامـْدُدْ لكل الماتِحـِين رِشاء