بسم الله الرحمن الرحيم

أضنـيـنٌ أمِ الـزَّمـانُ ضَنـيـنُ
أم عَفا الدَّهْرُ ؟ أمْ طَوَتْكَ السِّنيـنُ
أمْ جَرى البينُ في مَعَانيكَ صَمْتـاً
أم هَوى البوحُ ؟أم تَمادى السُّكونُ
عَلِل المُدنفَ المُـرَوَّعَ , وَصْـلاً
حَيْثُ شَاخَتْ بعارضيـهِ الظنـونُ
منْ أنا ما الهوى وكيف سباني ال
حبُ معنى الأنا وخـانَ الضميـنُ
وتمادى السـؤال يخنـقُ صمتـا
أوَ يحكي الجوابُ وهـو دفينُ
هل ترى ؟ يا ترى؟ وكيف التلاقي
وبـأي اللغـاتِ تحكـي العيـونُ
وَبِأيِّ الحروفِ نُفْصِـحُ سِـرَّ ال
أحجيـاتِ وقـد جفانـا المعيـنُ
عِنْدَهـا تَكْتُـبُ الدُّمـوعُ كَلامـاً
يَعْجَزُ الحَـرْفُ دُونَـهُ لا يُبيـنُ
عِنْدَها تَهْتِـفُ المَشاعـرُ سحـراً
وتغنـي بخافقيـنـا الشـجـونُ
كم سُقِينا الهـوى بكـأسٍ دهـاقٍ
ومَشينـا ودربـنـا لا يـخـون
وارتوينـا بساقيـات الأمـانـي
واكتستْ من سنا رؤاكَ الجفـونُ
وشدا القلبُ فوق غصنِ التلاقـي
في سكونِ اللقـاءِ يحلـو الأنيـنُ
وانتشت زهرةُ الوصـالِ أريجـاً
وَ تنادى المُنـى وَغَنَّـتْ لحـونُ
إنَّني رِيشَـةٌ بِكَـفِّ الصَّحـاري
حينَمَا يَعْصِفُ الهـوى لا أكـونُ
كُلَّما جـنَّ فـي السمـاءِ ظـلامٌ
جنَّ فيَّ الأسى وجـاسَ الحنيـنُ
وبـدا الكـونُ بالدجـى مكفهـراً
وتـهـادى وَوَجـهـهُ مـأفـونُ
كُلَّمـا ناحَـتِ الحَمَائِـمُ حُـزْنـاً
يا هديلاً , جرتْ بقلبي الشجـونُ
كُلَّمـا فَاضَـتْ العُيُـونُ اشْتِياقـاُ
جاوَبَتّْهـا بِمُقْلَـتـيَّ الـشـؤونُ
كُلَّمـا فَاحَـتِ الزُّهُـورُ أرِيْجَـاً
جاءَنَي مِنْ هَواكَ طَيْـفٌ حَنـونُ
وَاْسّْبَطَرَّ الهَـوَى يُنَاغِـي زَمانَـاً
يَسْتَثيرُ المُنـى فَتَهْمـي السُّنـونُ
ذكريـاتٍ وحـرقـةً واشتيـاقـاً
وأنينـاً تتيـهُ فـيـهِ اللـحـونُ
كفكفي الدَّمْعَ مـا لقلبـي احتمـالٌ
إنَّ قلـبَ العميـدِ للدَّمْـعِ طيـنُ
فرقتنـا السنيـن وهـي صفـاءٌ
ورمـانـا براحتـيـهِ المـنـونُ
هـذه بسمـةُ الصفـاء تـنـادي
شاطئَ الحبِّ حيثُ تـاهَ السفيـنُ
مـا أنـا مِنْـكِ يـا حَبَيـبَـةُ إلا
بُؤبُؤَ العينِ كيفَ تَنْسَـى الجُفـون




علي المطيري