تَأتِينَ بالعَبَقِ النّدِيّ فَتَنتَشِي ذِكرَى الحُقولْ
تَأتِينَ مُلهِمَةً لِعِطرِ صَنَوبَرٍ
كَزَنابِقِ العُمرِ الجَمِيلْ
أَنَا أَرسُمُ الآتِي بِخُطوَةِ وَاثِقٍ بِالعَيشِ
لَا وَجَعُ الفرَاقِ يُمِيتُ ذَاكِرَتِي
وَلَا جِسرٌ لِعَودَةِ نَاطِرٍ سَيَمُوت
أَنا لَم أَمُت فِي البُعْدِ مِن وَجَعِي
لكِنّها الأحْلامْ
لَا تَنزَوِي عَنّي
فَلا أَحيَا الحَقِيقَةَ كُلَّهَا
لَا العُمْرُ يُرخِي لِي ضَفَائِرَهُ
وَلا الأَيّامْ
لَا المُعجِزَاتُ تَمُدُّنِي بِالوَقتِ كَي أَجِدَ الطّرِيقَ إلى الحَياةِ صَبَاحَ مُعجِزَةٍ
وَكَي أَجِدَ السّبيلْ
مَا بَينَ بَيْني أرتَوِي مِن حِكمَةِ المَطَرِ المُنَزّلِ فِي انْدِهَاشَاتِ السّرابْ
لِلقَلبِ بَابْ
يَا مَن ولجتِ القَلبَ مِن جُدُرِ الحَنينْ
تَأتِينَ مِثلَ الزّهرِ في نَيسَانَ
سُبحَانَ الّذي أَعطَاهُ مَا أَعطَاكِ يَا أيّامْ
لِلقَلبِ أُغنِيةُ الظّفَر، عَادَ الجَريحُ مِن المَعارِكِ تَحتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ
للهِ كَمْ جَادَ الغَمامْ
للهِ كَم عَاشَ القَتِيلْ
ظِلّي،
وَأنتِ هُناكَ في قَلبِ الخَريطَةِ
وَالخَرائِطُ تُؤلِمُ السّفَرَ الطّوِيلْ
وَتَعتَرِينِي نَفْحَةُ المَلَكُوتِ فِي غَيْبِ الجَلِيلْ
ظَلّي كَـ أنتِ كَعِطرِ زَنْبَقَةٍ
وأَنا المُمَزَّقُ في البِلادْ
مِن عَهْدِ عَادْ
أَرجُو إِيَابًا كُلّما جَنَّ الرّحِيلْ
فَرحِي عَلى فرْطِ الغَرَابَةِ نَائِمٌ
وَأنَا أُعِيدُ مَلَامِحي عِشرِينَ عَامًا لِلوَراءْ
كَيمَا أعُودَ إلى انْتِفَاءِ المُستَحِيلْ!
آب 2013