(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)

بحثًا عَنِ المُسْتَثْنى!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الشِّعْرُ كُنْهٌ سَرْمَدِيُّ الذَاتِ
لا تُرْجُمانَ لَهُ سِوَى رَغَبَاتي
صَوتٌ سَماويُّ تَشَبْثَ بالثَّرى
فَهُوَ ارْتِطَامُ السِّحْرِ بالآياتِ
يا أيُّها الضِّليلُ أين لِواؤُنا؟
أيَّانَ مَوْعِدُنا؟ , سَئِمْتُ شَتَاتي
هل حَدَّثوا المَلَكَينِ عَنْ أسْمائنا؟
هلْ يَعْرِفانِ دَفَاتِري وَدَواتي؟
شَاهَتْ وُجوهُ المُنْذَرِينَ على فمي
تَبَّتْ يَدِي , لَمْ تُغْنِنِي كَلِمَاتي!
لَمْ يُبْعَثِ الشُّعراءُ زُرْقًا مِثْلَما
زَعموا, فَوَجْهي أصْفَرُ الخَيْبَاتِ !
عَرَقي مؤامرةٌ,عُروقي شَاهِدٌ
سجني ارْتِخَاءٌ جَامِدُ الحَرَكَاتِ
ها قَدْ قَتَلْتُ المَاءَ مُنْذُ قَصِيدةٍ
وَدَفَنْتُ تَحْتَ الطِّينِ كُلَّ بَنَاتي
أقْبَلْتُ أمشي للوراءِ كأنَّني
أجْتَرُّ نَبْضَ المَوتِ عَبْرَ حَياتي
أبْصَرْتُ أقْوامًا ملامحُهم أنا
آثَامُهمْ نُقِشَتْ على مِرْآتي
درويشُ؟! أذْكُرُهُ وأعْرِفُ أُمَّهُ
مِنْ خُبْزِها المَأْكولِ في الأصْواتِ!
لا شَيءَ يُشْبِهُني هُناكَ ولا هُنا
إنِّي اليَقينُ الواضِحُ الشُّبُهَاتِ
ديني هو اللادين في عُرْفِ الورى
لي مِعْبَدٌ أقصى الجِدَارِياتِ
صَلبوا المَسيحَ على حدودِ مَدينتي
أقْرَرْتُهم فَسَكَنْتُ في اللاءاتِ!
لاتَعْبَثوا بالليلِ في أحْدَاقِنا
لاتَبْعثوا المِصبَاحَ مِنْ مِشْكاتي
لاتُخْبِروا الزِّيتونَ عنِّي عَنْ أبي
عنْ أخوتي الغرباء عَنْ أخواتي
هذا المَدَارُ مُهَيَّأٌ لخَطِيئَةٍ
قَدَرَيَّةٍ رَسَمَتْ جَميعَ صِفاتي
أمَّا نِزَارُ الشَّامِ كانَ ولم يَزَلْ
يحْسو خمورَ العِشْقِ في الحَلَماتِ
إنْ أنْصفَ الأنْثى يُضَاجِعُ عَقْلَها
ليَقودَ أُمَّتَنا لنَصْرٍ آتِ
وأنا أنا, حَشْدٌ يُطَارِدُ وِحْدَةً
جَدَلِيَّةً أسْمَى مِنَ الإثْبَاتِ!
عَذْرَاءُ هذي الأرْضُ قَبْلَ وِلادتي
ثَكْلى تَخونُ الدَّهْرَ بَعْدَ وَفاتي
ماكُنْتُ أنْتَظِرُ القَيامَةَ إنَّما
فُرِضَتْ عليَّ كَقِبْلَتي وصلاتي!



وأنا في خِضَمِّ المُسَابقةِ العرسِ لاح لي مسرحُ الشِعْر الفصيح فأحسستُ بالحنين تجاهه -وأنا الذي خرجتُ منهُ مغاضبًا وبرغم أن الحوت لم يلتقمني إلا أنني أكثرتُ تسابيحي الشعرية الفيسبوكية التي وضعت بين أيديكم إحداها



*ملاحظة:اللوحة (للفنان,الشاعر) طالع العقدي