|
غرِّدْ بعيدًا عن حِمى أسواري |
واسْـتُـرْ سنا الأعياد عن أنظاري |
وارقص على لحن السعادة ، إنه |
لحنٌ يُعاند بَوْحُه أوتاري |
هذا هديلُك يا حَمامُ أردتُه |
دهرًا أنيسَ مدائني وقِفاري |
ما كنتُ أَطرَبُ – إن طرِبْتُ – بغيره |
كلا ، ولا تحلو بغيرك داري |
كالعاشقيْن ، وربما منَحَتْهُما |
كَفُّ الغرام محاسنَ الأستار |
حتى مللتُ من الهديل ولحنِه |
واستَهْجَنَتْهُ سريرتي وجهاري |
وغدوتُ أنفِـرُ من ترانيم الهوى |
بيني وبين ممالك الأطيار |
¤ ¤ ¤ |
ما عاد لي في العيد أيَّةُ بَهْجة |
وبغفلة اللاهين عن حرمي الذي |
كان الملاذَ لصفوة الأبرار |
كنا بصبح العيد نرقص ، والرضا |
يلهو ، فيُطْرِبُ لهوُه زُوَّاري |
والشهبُ تحلم أن تصير بمعطفي |
دُرًّا يتيه على الدُّنا بجواري |
إنشادُنا ؟ شَدْوُ البلابل مثلُه |
ونشيدُنا ؟ فيضٌ من الأشعار |
ما لاح في خد الزهور من الندى |
غيضٌ لفيض سحابنا المِدْرار |
لا فرْحَ يعلو فوق فرحة قِبلتي |
بالراكعين بساحة الأنوار |
يسمو إلينا في تَطَلُّعِه السَّنا |
إن جاء يطلب جَذْوَةً من نار |
كي يستردَّ بفرْحنا بعضَ الذي |
نُهديه نحن بشارةً بنهار |
¤ ¤ ¤ |
في كل عيد أستفيق لألتقي |
وأعانقَ الأحباب ، ألثُمَ خدَّهم |
شوقًا لروض أحبتي المِعطار |
أدنو إلى أفيائهم ، فيردُّني |
نحو العلا ذو مشعلٍ نوَّار |
في قلبه كان الغرام – ولم يزل - |
يهفو كغضبة ناشط الإعصار |
إن لاح في عينيَّ همٌّ لم يبِت |
بين الخطوب كجابنٍ خَوَّار |
يرضى لهمِّي أن يزيد ، ويحتسي |
كأسَ المذلة والخنا والعار |
¤ ¤ ¤ |
آسى عليَّ وقد فقدتُ كرامتي |
من كل صَوْبٍ قد أتَوْا ، فكأنهم |
سِرْبُ الثِّعال الماكر الغدَّار |
أنا لا ألوم سيوفهم ، لكنني |
أُلقي الملامَ لفارسٍ مِغْوار |
جَلْدٍ على الأعداء في سُوح الوغى |
يبغي الكرامة كالهِزَبْرِ الضاري |
لا يهتني بالعيش إن نَطَقَتْ " بِوا |
أوَّاهُ مُعتصِماهُ " ذاتُ سِوار |
فيهُبُّ مذعورًا لتكسِرَ كفُّه |
غِمْدَ الحُسام المارق البتَّار |
ويصوغَ للإسلام بسمة مُنْتَـشٍ |
بالنصر بعد مَذَلَّةٍ وصَغار |
¤ ¤ ¤ |
هذا هو العيد الذي غَنَّتْ له |
هذا هو العيد الذي أبغيه ، لا |
دعوى الهوى في مُنتدى الأعذار |
هذا سنا الأعياد ، أقْبَلُه ، ولا |
يقوى بغير ضيائه إبحاري |
هذا نشيد العيد ، يُطربني ، ولا |
يرضى بغير نشيده قيثاري |
غَرِّدْ كما تهوى دُهورًا ، لن ترى |
فَرْحي سوى إن حُرِّرَتْ أسواري |