| 
 | 
رجعت ماذا أجبنــي أيهــــا الرجــــل  | 
 الصمت يرعش في عينيك و الوجل | 
رجعـــت من بلـد منفــــى إلـــى بلـــد  | 
 كأن كأســـــك لا خـــل و لا عســـل | 
و لا قطفت من الأزهــــار أنظــــرها  | 
 و أنت عهدي بك الأزهار تحتفـــــل | 
ها قد رجعت إلى (حمص) و صبوتها  | 
 تجري أمامك بعــد القـــــوة العــــلل! | 
صبيــــة لم تزل تخـــــطو بفتــــنـــتها  | 
 والعاشــــقون و عزف المـاء و القبل | 
ولم يـــــزل مجلس العشـــاق مزدحماً  | 
 و لا يزال عـلى إيقاعـــــه الغـــــزل | 
بالأمس كنت تغنـــــي في خميلتهــــــا  | 
 وكان شعرك مثل الجمر يشتعـــــل | 
وكنت تنقش فوق الصخر أغنيـــــــــة  | 
 للصامدين , فهلا أبصر الحــول ! ؟ | 
وكنت تلمس جرحاً من جــــــراح أبي  | 
 وكنت بالمطـــــر المجنون تغتســـل | 
وكنت ترنو إلى ( حيفا ) فتمســـــــكها  | 
 وقاب قوسين منا يرقص الحجـــــل | 
وكنت تنشد و الآفــــــــاق مصغيــــــة ٌ  | 
 الله ( أحمد ) كـــــــم دالت بنا دول ! | 
وكــــــم تبـــــدلت الأيـــــــام منبــــــأة ً  | 
 أن المصائر قد يلهو بها السفــــــل ! | 
و أن قوماً على أصنامهــــــــــم عكفوا  | 
 و أن أقدس قدس ٍ عندهم ( هبـــــل ) | 
ونحن كالقطـــــــة العميــــــــاء نتبعهم  | 
 شبراً بشبر ٍ و إن خانوا و إن فشلوا ! | 
يا بن المخيـــــــم يا تاريـــــــــخ محنته  | 
 هل يذكر الطفل من ظلوا ومن رحلوا؟ | 
ومن ترمّد قبل النــــــــار من وجــــــع  | 
 ومن تقطــــــر حزناً وهــو يبتهـــــل | 
حتى رحلت كما قالوا إلى ( صفــــــد)  | 
 أم أنهــــــا حيل ٌ ضاقت بها حيـــــل | 
و غبت كالســــــــيف لا أدري أقاطعة ٌ  | 
 تلك السيوف أم ان القــول متصـــل ! | 
وكنت تكتب فوق المــــــاء عودتنـــــا  | 
 وكنت تحســـب أن القطة الجمـــــل | 
و أنت أرهف عصفــــــــور فكيف إذاً  | 
 تخوض ما خضت لم يلحق بك البلل ! | 
و شـــــــاعر ٌ أنت مثــــل الورد رقته  | 
 وفـــــيك كل ورود الأرض تخــتزل | 
و لســـــــت أعتب إن العتب يوجعني  | 
 فنحن قبل أوان الشــــــيب نكتهــــــل | 
و لا ألومـــــــــك إما كنـــــــت ممتثلأ  | 
 إن الســـــــفينة للإعصـــــــار تمتثل | 
ونحن أنقى من الماء الذي شــــــــربوا  | 
 نحن أدهى من الحـــبل الذي فتلــــــوا | 
لم تبتعد عنـــــــك ( حيفا ) إنما رزئت  | 
 كما رزئت و بعض الرزء محتمــــل | 
وفي يقيني أن الشمــــــس مشــــــرقة  | 
 و أن عشـــاقها الأبرار قد وصلــــــوا |