|
|
| مَالَ الْفُؤَادُ عَلَى الْأَقْدَاحِ نَشْوَانَا |
|
|
كَأَنَّهُ عَاشَ طُولَ الْعُمْرِ ظَمْآَنَا |
| يَحْكِيْ وَيَحْسَبُ كُلَّ النَّاسِ تَسْمَعُهُ |
|
|
كَأَنَّهُ مَا رَأَى مِنْ قَبْلُ نُدْمَانَا |
| تَلَوَّنَتْ فِي ظَلَامِ اللَّيلِ أَخْيِلَتِي |
|
|
وَلَوَّنَتْ مِنْ خَيَالِ الصُّبْحِ أَلْوَانَا |
| كَأَنَّنِي فِي رِيَاضِ الْحُبِّ طَائِرُهَا |
|
|
أَشْدُو وَأَخْتَارُ لِلْأَنْغَامِ أَغْصَانَا |
| بَلَابِلُ الرَّوْضِ فِي حبٍ تِشَارِكُنِي |
|
|
شَوْقِي فَنَعْزِفُ لِلْأَحْلَامِ ألحانا |
| وأَنْجُمُ اللَّيْلِ نَادَتْنِي أَشِعَّتُهَا: |
|
|
عُدْ مِنْ ضَيَاعِكَ قَدْ تَهْدِيكَ إِحْدَانَا |
| عُدْ أَيُّهَا التَّائِهُ الْمِسْكِينُ عَالَمْنَا |
|
|
كَمِ اشْتَكَيْتَ لَنَا فَاسْمَعْ لِشَكْوَانَا |
| أَجَبْتُ يَا رِفْقَتِي بِالْأَمْسِ غَادَرَنِي |
|
|
تِيْهِي وَمَا عُدتُ بَعْدَ الْيَومِ هَيْمَانَا |
| إِنِّي اهْتَدَيْتُ إِلَى الدُّنْيَا وَرَوْعَتِهَا |
|
|
وَصِرْتُ وَالشَّوقُ والْأَحْلَامُ جِيْرَانَا |
| صَوتٌ مِنَ الْجَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَيْقَظَنِي |
|
|
هَمْسًا حُوَيْرِيَّةٌ جَاءَتْ لِدُنْيَانَا |
| رَسَمْتُ مِنْ صَوْتِهَا الْفَتَّانِ صُوْرَتَها |
|
|
كَخَيْرِ مَا أَبْدعَ الْخَلَّاقُ مَوْلَانَا |
| الشَّمْسُ مِنْ نُّوْرِهَا تَخْبُو وَعيناهَا |
|
|
بَحرٌ تَلُوحُ لَهُ الْأَجْفَانُ شُطْآنَا |
| رُمُوشُ مُقْلَتِهَا النَّجْلاءَ قَاتِلَةٌ |
|
|
تَرْمِي السِّهَام وَتُصْلِي المَوتَ فُرْسَانَا |
| وَلَو أَطَلَّتْ عَلَى الدُّنْيَا بِطَلْعَتِهَا |
|
|
لَأَطْرَقَ النَّاسُ إِكْبَارًا وَإِذْعَانَا |
| لَطِيْفَةٌ عَذْبَةُ الْأَنْفَاسِ فَاتِنَةٌ |
|
|
سَحَابَةٌ غَيْثُهَا بِالْحُبِّ دَاوَانَا |
| غَزَالَةٌ مِنْ صَنِيْعِ الْحُلْمِ هِمْتُ بِهَا |
|
|
وَرُحْتُ أَرْسُمُهَا شِعْرًا وَأَوْزَانَا |
| سَبَتْ فُؤَادِي بِسِحْرِ الصَّوتِ فَانْطَلَقَتْ |
|
|
رُوحِي وَمَا كَانَ مِنْ أَحْلَامِهَا كَانَا |
| وَغَادَرَ الْقَلْبُ صَدْرِيْ قَاصِدًا وَطَنًا |
|
|
وَمَا عَلِمْتُ لَهُ مِنْ قَبْلُ أَوْطَانَا |
| كَمْ حَاوَلَ الْعَقْلُ أَنْ يَثْنِي رَوَاحِلُهُ |
|
|
فَلَمْ يُطِعْهُ وَقَالَ: الْوَقْتُ قَدْ حَانَا |
| فَقَالَ عَقْلِي: جُنُونُ الْعِشْقِ يَقْتُلُنِي |
|
|
وَلَمْ يَعُدْ لِي عَلَى الْعُشَّاقِ سُلْطَانَا |
| صَدَّقْتُ قَلْبِي لِأَنَّ الْحُبَّ يَأْمُرُنِي |
|
|
وَمنْ يُطِيقُ لِأَمْرِ الْحُبِّ عِصْيَانَا؟! |
| أُحَدِّثُ النَّفْسَ عَنْ صَمْتٍ أَلَمَّ بِهَا |
|
|
قَدْ صِرْتَ يَا أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ إِنْسَانَا |
| تَبْكِي وَتَضْحَكُ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ فَرَحٍ |
|
|
وَتَمْلَأُ الْكَوْنَ آَمَالاً وَأَشْجَانَا |
| وَحِيْنَمَا صَارَتِ الْأَحْلَامُ تَحْكُمُنِي |
|
|
أَدْرَكْتُ قَوْلًا بِهِ "بَشَّارُ" دَاوَانَا |
| فَالصَّوتُ يُعْشَقُ حِيْنًا قَبْلَ صَاحِبِهِ |
|
|
(وَالْأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ الْعَينِ أَحْيَانَا). |