- في القصّة تضمين ثقافي في العنوان ، ويقول النقاد إنه من أسباب الغموض في الأدب . فما معنى ( سرديا ) ؟ ولمَ اختاره الكاتبُ عنواناً لنصّه ؟
بحثتُ في النت في عدة مواقع ، وأنقل هنا ماكتبته إحدى الأديبات في تعليقها على نص الأستاذ شرادي الذي نشره قبلاً في موقع ما : ( واظن ان اختيارك لسردينيا او ساردا كما كانت تسمى في القديم كمنبع للابداع ليس اعتباطيا التناص بالتاريخ كان موفقا اردت ان تقتطف منه وتجني ما جناه منها المسلمون من نفائس لما احتلوها اول مرة قبل ان يذهب كل شيء سدى ويتبخر وقد اشتقت منها كلمة "ساردونيك "sardonique الفرنسية التي تعني تهكمي وهذه اضافة لبعد آخر للنص , كما لو ان الافكار والاستعارات والمجازات كانت تتهكم بالانفلات من قبضة من يشقى ويتعب ويبتسر ذهنه للوصول اليها في حين تأتي طائعة للذي حبي بعين يقظة ترصد ما حوله وتقتنصه في اللحظة المناسبة .. )
- لاشكّ ، إن كل أديب يحلم ويتمنى أن يأتي بما لم تستطعه الأوائل ، ولكنه حين يُجبر قلمه على ذلك فهو إما أن يحرن ، وإما أن يأتي بما لا يُقرأ !!
عملية الإبداع الأدبيّ عمليّة معقّدة مُبهَمة إلى حدّ ما ، لكنها بالتأكيد تبدأ بالموهبة من الله ، وتمر بالدراسة للأدوات اللغوية بعلومها وفروعها ، وبالقراءات الغزيرة المتنوعة ، وبالملاحظة ، وبالتفاعل الوجداني والنفسي والعقلي ، وبالهمّ ..ثم تنتهي بالولادة الطبيعيّة ! وقد استخدم الأستاذ كلمة ( شاهدتها ) بذكاء وخبرة حيث يقول : ( لا تبحث عن الأفكار العظيمة في أي مكان...خاصة في الأماكن الوهمية. ابق مكانك، كل الفواكه الرائعة التي شاهدتها ستأتي إليك ) إذ لابدّ من القراءات النفيسة ، ولابدّ من التجوال والمخالطة ثم تخزين المشاهدات في الذاكرة الإبداعية للمبدع ..
نصٌّ أثار قضيّة مهمة في الكتابة الإبداعيّة ، بنص سردي حواريّ مُبتكر وممتع
تحياتي أخي الأكرم ، الأستاذ محمد
دمتَ بألف خير