مهجةُ الصبِ للحنينِ قطارُ والمسافاتُ لوعةٌ وانتظارُ
والأماني مسافرٌ قد تمطَّى فوقَ صدري فضاق عنه المدارُ
في عيوني نوارسُ الفقد حيرى حاصرتْها الرياحُ والأمطارُ
وعلى الخدِ شاطئٌ من لهيبٍ طمستْ رسمَهُ القديمَ بحارُ
إنما الدمعُ مركبٌ لجراحي والتناهيدُ في الحشا إعصارُ
غار نبضي المراقُ بين ضلوعي وتعالتْ من الأسى الأغوارُ
لبس الحزنُ وِجْهَتي ونضاني فاستبدتْ بنظرتي الأسفارُ
فكأن المسير كنه حياتي ووقوفي إذا تعبتُ احتضارُ
ألفُ عامٍ تجمدتْ في عيوني فبكائي من العذابِ انصهارُ
هل تلاشى الزمانُ قبل مجيئي أم أضاعتْ صحائفي الأقدارُ؟!
لستُ أدري فقد تبدَّدَ عقلي منذُ بانتْ وحارتِ الأفكارُ
لا أبالي بمقتلي أو خلودي إنّما الموتُ والحياةُ اجترارُ
إنّما الحبُّ أن أموتَ لتحيا فوق قبري وحولك الأزهارُ
أيها النازل الفؤاد صعوداً ليس إلاكَ للهوى مِسْبَارُ
فافرحِ الآن باندثار غرامي مالميْتٍ سوى التراب دثارُ
كنتَ حلماً فكيف أصبحتَ ذكرى في فؤادٍ نزيفهُ تذكارُ؟
ياخريفاً مسافراً بعظامي هل سيأتي الربيعُ والأطيارُ؟
أم سأبقى هنا حبيس رفاتي تحتَ ليلٍ جليسُهُ لايُزارُ؟
كنتُ في حانةِ المساءِ وحيداً في سكوني ترى الوجود يُثارُ
أُسكرُ الليل من كؤوسِ الأماني ثم أنسى إذا أفاق النهارُ
فأرى الفجرَ ضاحكاً من بكائي وأرى الكونَ جامداً لايُدارُ



رد مع اقتباس




أسأل الله أن يسعدك في الدارين
