لك عكوة أغني

سرى بك تَذكارٌ وطافـت هواجـسُ
وهاجكَ رسم حول عَكْوَةَ دارسُ
تذكرت مغنى الأنس بالأمس والهوى
وساعاتِ لهوٍ والأمانـي غرائـسُ
كأنك يـاذا القلـب ريشـةُ طائـرٍ
تطير بها ريحُ الصبـا والنسانـسُ
أإن عنَّ رسمٌ قلت ياعينُ فاسبلـي
وإن هي ذكرى داهمتك الوسـاوسُ ؟
وبت أنـا والمقلقـات بمضجعـي
فلا البال مرتاح ولاالجفـن ناعـسُ ؟
ولا ماضيـات العكوتيـن رواجعا
مع الغيد مَن تحلو بهـن المجالـسُ ؟
صبايـا كأغصـان الأراك تــأوداً
وفي رقّةٍٍ الأزهار حيـن تلامـسُ
لهن إذا يمرحن مـن غيـر ريبـةٍ
بـرآءةُ أطفـالٍ وهـن عـرائـسُ
فكم ذكّرتني الحبَ والصفـوَ عكـوةٌ
وطيبُ هواها والغصـونُ الموائـسُ
وبردُ الحصى والطلُ والنبعُ والنـدى
وسحرُ المغاني والظبـاءُ الأوانـسُ
وبـدرٌ وسمـارٌ ونـايٌ وغـنـوةٌٌ
وحلمٌ بهِ تُوحي الجفونُ النواعـسُ
ولليـلِ عشـاقٌ وللصفـوِ حضـرةٌ
وللشـك تغييـبٌ وللعهـد حـارسُ
سقى الله واديها كـم الْتَـدّ جـؤذرٌ
وكم طاف في أكنافها وهْـو آنـسُ !
وجاد علـى كثبانهـا الغيـث كلمـا
تـلألأ بـراقٌ وشُُقـتْ حـنـادسُ
ودامـت ربـوعُ العكوتيـنِ نديـةً
على أن حسبي الباقيات الدوارسُ
بواعث للشعـر الجميل إذا بـدت
تكلل أكمـام الأقـاحِ القـلانـسُ
وأطربني صوت المنادي ألا اسْمُرُوا
على صفو ليلٍ عطرتـهُ المكاعـسُ