ســــــفر

سفر .. د. مختار محرم

مَحْبُوبَتِي مَازِلتُ أَنْتَظِرُ أَتُرَاهُ يَصْدُقُ وَعدَهُ الْقَمَرُ؟؟ فِي لَيلِ عُمرِي بِتُّ أَرقُبُهُ حَتَّى تَعِبْتُ وَأُرهِقَ الخَفَرُ طَيفٌ مِنَ الْأَحلَامِ يَصْحَبُنِي دَومًا إِلَيكِ وَدَمْعَتِي أَثَرُ وَحدِي أَعبُّ اللَّحنَ مِن وَتَرٍ يَبكِي وَمُوسِيقَاهُ تَحتَضِرُ ناَدَيتُ فِي الأَحْيَاءِ مُبْتَهِلًا مَا لِلْأَحِبَّةِ دَارَنَا هَجَرُوا فَأَجَابَنِي صَوتٌ يُحَاصِرُنِي لَا تَسأَلِ النِّسيَانَ مَا الْخَبَرُ قَد غَابَ عَنكَ الأُنسُ مُذْ رَحَلُوا ولَسَوفَ يَحضُرُ إِنْ هُمُو حَضَرُوا مَا لِلقَصِيدِ يَفِرُّ مِن قَلَمِي وَيَكَادُ يَكْسِرُ صَمتَهُ الحَجَرُ؟ تَحْتَارُ فِي أَلْفَاظِهَا لُغَتِي وَتَفِرُّ مِن أَوْصَافِهَا الصُّوَرُ حَاوَلْتُ أَنْ آتِيكِ فَانطَفَأَتْ كُلُّ الشُّمُوعِ وَمسْلَكي وَعَرُ هَا قَدْ رَكِبتُ الصَّعبَ سَيِّدَتِي أَمضِي وَيَرْكَبُ خُطْوَتِي الْخَطَرُ أَيَّامُكِ الصَّفْرَاءُ تَمْلَؤنِي عُقْمًا فَيَنْسَى لَونَهُ الشَّجَرُ ويَحِنُّ مُشْتُاقًا إِلَى زَمَنِ الْـ لُقْيَا مَتَى يَسَّاقَطُ المَطَرُ عَجزِي وجُرحُ الحَرفِ فِي شَفَتِي وَالهَمٌّ واَلأَحزَانُ والسَّهَرُ وَالدَّمْعُ يَكْوِينِي وَأَذْرِفُهُ نَارًا مِنَ الأَحْدَاقِ تَنْهَمِر وَالصَّمتُ مَيْدَانِي أُرِيْقُ بِهِ حِبْرِي فَيَهرَم فِي فَمِي الضَّجَرُ وَهَواجِسِي تَحْتَل أَورِدَتِي وَدَمي تَنَكَّر مثل مَنْ غَدَرُوا كُلُ الّذِينَ ذَكَرتُهُمْ رُسُلِي جَاؤُوك عِندَ مُقَامِكِ اعْتَذَرُوا مَا بَينَ أُمْسِيَتِي وَأُمنِيَتِي تَاهَ الْحَدِيثُ وَضَاعَت الفِكَرُ أَشتَاتُ أَحْلَامِي تُعَلِّقُنِي فِي زَيفِهَا وَدَقَائِقِي حُفَرٌ عِيْشِي مَعِي في الحُبِّ وَاعتَرِفِي أَنَّ اللِّقَاءَ حَـبِـيـبـتِي قَدَرُ أَوَ مَا تَرَينَ بِأَنَّ قَافِيَتِي كَلّتْ وَأَوْهَى حَرْفَهَا الخَدَرُ؟!! لِلشَّوقِ فِي الأَعْمَاقِ نَارُ جَوًى تُضْرَى فَلَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ خَوفِي مِن الوَاشِينَ يَدْفَعُنِي لِقَصَائدٍ يَغْتَالُهَا الْحَذَرُ وَعَلَى جَنَاحِ الهجْرِ يَحْمِلُنِي فَمَتَى بِحُضْنِكِ يَنْتَهِي السَّفَر

18 سبتمبر 2012

كنت أبحث عن ملجإ، أعالج فيه غربتي في عالم لا أكاد أعرفه ،

وأسكّن به رهق نفس مثقلة بخيبات الأمل ،

قرأت من هنا و هناك ، إلى أن ناداني " سفر " لأرحل إلى رحب الكلمة الجميلة ،

والصور الحالمة ، سلوان لكل ذي همّ و حزن ، وأنيس هادئ لمن تكالبت على أسماعه

أصوات مزيفة ، بها حشرجة الكذب ورعشة النفاق .

نـاَدَيــتُ فِــــي الأَحْــيَــاءِ مُـبْـتَـهِـلًا = مَــــا لِـلْأَحِـبَّــةِ دَارَنَــــا هَــجَـــرُوا
فَأَجَـابَـنِـي صَـــوتٌ يُـحَـاصِـرُنِـي - لَا تَـســأَلِ النِّـسـيَـانَ مَـــا الْـخَـبَــرُ

حين سألتني الدموع ما للمُثل ديارنا هجروا ؟، أجاب صدى الأنين : لا تسألي النسيان ما الخبر .

فإننا قد لا نجد بعد مرارة الفقد ، إلا النسيان حضنا تنتهي إليه أسفارنا .

لِلشَّـوقِ فِـي الأَعْمَـاقِ نَـارُ جَــوًى = تُـضْــرَى فَــــلَا تُـبْـقِــي وَلَا تَــــذَرُ
خَـوفِــي مِـــن الـوَاشِـيـنَ يَدْفَـعُـنِـي = لِـقَـصَــائــدٍ يَـغْـتَـالُــهَــا الْـــحَــــذَرُ
وَعَـلَـى جَـنَــاحِ الـهـجْـرِ يَحْمِـلُـنِـي = فَمَـتَـى بِحُضْـنِـكِ يَنْـتَـهِـي الـسَّـفَـر

الشاعر مختار محرم ،

أشكر لك سفرا منحتنا فيه بعض السلوى ، وكثيرا من الإمتاع ،

كنت فيه شاعرا تكتبه المشاعر ، وتقرؤه القلوب .

دمت متألقا .

سلمت وسلم قلبك شاعرنا الرائع , لا والله قوافيك ما كلت كما ذكرت , بل لها سواعد مفتولة ممشوقة تحسن الضرب والطعان وتصوغ الجمال والبهاء
تقبل مروري المتواضع مع خالص محبتي وتقديري

ترنيمة غنائية رائعة..
شجية حافلة بالصورالابداعية
احسنت ايها الغريد
دمت متالقا

فيض من المشاعر والانفعالات حمله القصيد محلقا بالقراءة في فضاء مداه مطلق للحلم على أجنحة صدق الحس ونقاء النفس
كان للهوى هنا ضوع المسك يملأ ولون الورد في نصه زانته التراكيب المنمقة والصور المتألقة والمعاني الرائقة

والقصيدة للتثبيت استحقاقا

أهلا بك شاعرنا الكريم في واحتك

تحاياي

**(( مرحى لقلبك أيها القمرُ ... آنسْـتَ روحيَ ، صفّق الزَهَـرُ لمّـا سكبتَ الودّ أغــنـيةً ... هامت على أصــدائها الصــورُ .... طبتَ وطابَ فكـــرُك واليراع شاعرنا المبدع مع فائق التقدير ))**

جميل هذا النص ماتع

رقيق هذا الحرف سلس بديع

تحيتي لك

لله درُّك أيها القمرُ
قل لي فدتك الروح ما الخبرُ
ما شئت فاكتب عن توجعنا
لكننا للآن ننتظرُ
نرنو لحرفك كلما طلعت
شمسٌ بها يتأنق البشر
نخفي على مضض تصبّرنا
لتنيرنا بجمالها الصورُ
تبقى منارًا مشرعًا ألقًا
وبحرفك الابداع يُختصرُ
يا ملبس الايات بهجتها
لله درُّك أيها القمر

تحياتي

مليء أنتَ بالحُزْنِ / الجمالِ / الوَصَفات ( :

ماءُ صفاءٍ يُجَلِّي غبشَ ضَجَرِك

دُمْتَ يا الخال .

هذا شدوٌ عذبٌ وغناء وشعرٌ بألق البهاء
السهل الممتنع والراقي الشفيف والجميل الأصيل ما قرأت هنا ولم أرتوِ بعد
الدكتور الحبيب الشاعر الرائع مختار دمت مغردًّا لنطرب
محبتي التي تعلم وكثير تقديري