رِسَالَةُ شَاعِر المَنْفَى


أنا المَنْفِيُّ .. لا أنْفَى وَمِثْلىْ قَطّ لَمْ يُنْفَى
أجُرُّ الآهَ مِنْ جُرْحِيْ لَعَلَّ الجُرْحَ أنْ يُشْفَى
وَلَكِنْ لا صَدَى يَأتِيْ أيُسْمَعُ شَاعِرُ المَنْفَى ؟!
أجُرْحِي نَتْفَةٌ عَجْفَا ! أخُنْتُ النَّحْوَ وَالصَّرْفَا ؟!
سَأرحَلُ دونَ قافِيَتِيْ وأسْحَلُ هَاجِسًا قَفَّى
لأنَّكَ يا أخا الإسلا مِ تَسْمَعُنِيْ وَتَتَخَفَّى
وَأذُنُكَ تَشْرَبُ الشَّكْوَى بِقِحْفِ الآهِ .. تَتَشَفَّى
بِصَمْتٍ .. أنتَ تَعْضُلُنِيْ وَتَبْسُطُ لِلْعِدَى كَفَّا
قَبِيْحٌ يا زَمَانَ العَا رِ .. وَجْهُكَ مَاؤهُ جَفَّا
وَهَلْ سُخْرِيَّة الأقْدَا رِ ، إلَّا بعض ما أخْفَى
تُعَامِلُنَا كما الأنْعَا مِ نَنْطَح بَعْضَنَا حَيْفَا
وَننسجْ من خيوط الوَهـ مِ نَصْرًا لامِعًا زَيْفَا
وَمَنْ يدفعْ سوى الأقْصَى ضَرِيْبَةَ هَكَذَا سُخْفَا ؟
أنَا الأقْصَى وَلا أقْصَى جُروحِيْ لَمْ تُعُدْ تَخْفَى
تَحَالَفَ ضِدِّيْ الأعْرَابُ وَالأغْرَابُ وَالْتَفَّا
وَجَارِي لَمْ يَعُدْ جَارِيْ وَمِنْ جَارِيْ أخِيْ أجْفَى
جَفَانِيْ الأهْلُ ، وَانْصَرَفوا مَعَ حُكَّامِهِمْ خَوْفَا
وَأمَّا السَّيِّدُ القَانُو نُ .. إمَّا مَاتَ ، أو أغْفَى
وَيَخْجَلُ ثَائِرُ الأقلا مَ أنْ يَكْتُبْ وَلَوْ حَرْفَا
لِمَاذَا أُمَّةَ الإسـلامِ عَنِّيْ غَضَّتِ الطَّرْفَا ؟!
لِمَاذَا لا أرَى دِيْنًا يُنَاصِرُنِيْ وَلا عُرْفَا ؟!
لأنَّ دِمَايَ مَا اخْتَلَطَتْ بِنِفْطٍ لا أجِد عَطْفَا
لأنَّي .. لم أمُدّ يَدًا لِأعْقِدْ وَالعِدَى حِلْفَا
وَأرْفُض أنْ يُقَرِّبني حِوَارٌ مِنْهُمُ زَلْفَى
لِهَذَا .. النَّاسُ تهْجُرنِيْ وَترفع للجَفَى سَقْفَا
لِهَذَا .. النَّاسُ تَقْتُلنِيْ سَتُقْتَلُ بِيْ إذَنْ ألَفَا
حقوقُ اللهِ قَدْ تُعْفَى وَحَقُّ سِوَاهُ .. لا يُعْفَى
بلا اسْتِحْلالِ مَظْلَمَةٍ وَجَدْتُ التَّوبَ لا يُلْفَى
رَفَعْتُ ظُلامَتِيْ لِلَّـ ـهِ ، حيثُ الرَّافِعُ اسْتَكْفَى

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
محمد الحميري
2 نوفمبر 2015 م