هَلْ مِـنْـكِ أبكي ... أم عليكِ أَنُوحُ؟!
حتّى الْـبُّـكـاءُ بِحَـيْـرَتِي مَـمْـلُــوحُ

مـالي أُحِـسُّ هــلاكَ جِسمي كُـلِّهِ
وكَــأَنَّــما طَـفِـقَـتْ تَـفِـيـضُ الرُّوحُ

أوَلَسْتُ مِـنْـكِ وَمِـنْ عَـذابِكِ نازحاً ؟!
فَعلَامَ بَحْـرُ مَـدَامِـعِـي مَـسْـفُــوحُ ؟!

وَعَــلامَ تَشْتَعلُ الجحيمُ بأضْلُعي
وأنا لديَّ مــنَ الْـجَـحِـيــمِ نُـــزُوحُ

ما لِلسَّـفِـينَـةِ أبْحَـرَتْ فَـتَـسَـمَّـرَتْ
عينايَ حيثُ يدُ الوداعِ تلُوحُ ؟!!!!

هـٰذي "الْـمخاءُ" وهـٰذهِ شُطْـآنُها
كَـبِـدِي عَـلـيها دَاخِـلي مَـنْـطُـوحُ

يا مَـلْجَـأَ الأَقْــوامِ كيْـفَ بِِـلَـحْظَةٍ
مِنْكِ اللُّجُـوءُ وفيكِ أُلْـجِئَ " نُـوحُ " ؟!

ها نحْــنُ نَـنْـزَحُ والجُـرُوحُ تلـوكُنا
وابنُ الُجُـروحِ اسْتَـقْـبَـلَـتْـهُ جُرُوحُ

الآنَ أَلْــمَـحُ مِــنْــكِ آخِــرَ لَـمْـحَـةٍ
لا شيءَ بي غـيرُ الأسى مَـلْـمُوحُ

عِـظَـمُ الـمُصيبَةِ أنْ تُغادِرَ مُكْرَهاً
أرْضــاً بهــا عَــبَـقُ الجِنَـانِ يَفُوحُ

لــولا عُــداةُ الحُبِّ مــا غَــادَرْتَــها
أَبَدَاً ... ولــولا الـقــاتِلُ الْـمَمْـنُـوحُ

ذِكْرَاكِ مَسْرَحُ هاجِسي وخواطِري
في غُــرْبَـتِـي أَغْــدُوْ بِــهــا وأَرُوحُ

يا نَكْهَةَ البُنِّ الصَبَـاحيِّ اصْحَبي
سَفَـرِيْ فَفِيكِ لِـمَـنْ يَضِيـقُ فُـتُوحُ

سَنَعُودُ بَعْدَ نُـزُوحِـنـا وَقَدِ اسْتَوَتْ
صَدْرِي بِقَوْلِ " مُحَمَّـدٍ " مَشْرُوحُ

فالغيبُ أخبَرَ: حينَ يشْتَدُّ الأَسَىٰ
يَمَنُ الْـمَحَـبَّــةِ بَــابُــهــا مَــفْـتُوحُ*
سامي أحمد الأشول
٢ يناير ٢٠١٥م