ألقيت القصيدة في نادي أبها الأدبي
وذلك في الحفل الذي أقامه النادي لتكريم الألمعي
مساء الثلاثاء 17/7/14/1427هـ
لمَحُوكَ في ُمقلِ القصيدةِ تَخْطُـرُ
ألَقًَا بهِ سِحْـرُ القَصيـدةِ يَخْطـرُ
تَهْمي عَلى ظَمأ الحروفِ فَلُثْغَـةٌ
تُرْوى وحَرْفٌ مِنْ جَمَالِكَ يَسْكَـرُ
وتَمرُ في خَلَدِ الحُقـولِ مَواسِمًـا
فسَنابِـلٌ تَغْفـو وكَـرْمٌ يَسْـهَـرُ
تَجْري على شَفَةِ السَحَابِ فَغَيمَـةٌ
ُتنْبيكَ عَنْ حُبي وأخْـرى ُتمْطِـرُ
تهوي على نهدِ السمـاء فينكفـي
عطرٌ ويرقص فوق كفك مرمـرُ
وينامُ بـدرٌ فـي هـواكَ هديلُـه
ليَشُبَّ جرحٌ في ضلوعكَ أخضرُ
يَخْطو عَلى هَمْسِ الربيع بِجَمـرِه
يَغفوهُنا سِجفٌ يَضـوعُ ومئـزرُ
وتهاجر الخيلُ العِبارةُ في دمـي
ليذوبَ في الشفقِ المُطَهـم عَنبـرُ
حَسَدوكَ إذْ راحتْ ترَوحِنُ غيمـةٌ
في ضوئكَ الرقراق ِعشقًا تَمْخُـرُ
فليطفؤا شمـسَ الحيـاة فربمـا
شاخَ (الكمانُ) وراحَ صمتًا يقْطُرُ
يا أيُّهَا الرمْـزُ المُرَنِـحُ خَافقـي
مَازالَ قلبي في غَرَامِـكَ يُبْحِـرُ
مازالَ لو غَنَّى بِذكْـرِكَ مِعْزَفـي
فاح البخورُ كأنَّ ذِكْرَكَ (مِجْمَرُ)
قَدْ مَزَقَتْ كُـلُّ البحـورِ كفوفَهـا
حَسَداً لأنَكَ في القَصِيـدةِ تَعْبُـرُ
أنـا لا أُحِبُـكَ فالمحبـةُ ربَّمـا
تَذْوي عَلى مَرِّ العُصُورِ وتَضْمُـرُ
بَلْ أزْدَري حتى المَحبةَ إنْ هَمَتْ
لكِنَّـمـا الإجْــلالُ لايتَغَـيـرُ
دعْنى سَأزْرَعُ في ُذرَاكَ مَشاعِري
لتَصِيرَ أفْوافًـا تَضُـوعُ وتُزْهِـرُ
ليَضُجَّ في (الأوراسِ ) مِنْ خُيلائنا
كِبرٌ على نَهـدِ (البتيلـة )يَسمـرُ
يروي غياباتِ الجَفَـافِ صَهيلُـهُ
وشُموخُهُ في العَالمِيـنَ يُزمجـرُ
يَنفيهِ في مَجرى العَبير( بألمـعٍ)
كَونٌ بأحـداقِ الغوايـةِ يَزخَـرُ
يَطـوي بصافنـةٍ توسَّـدُ نشـوةً
نَبْضًا تُقرقفهُ الجِهَـاتُ وتَعْصِـرُ
(يا سيـدي ياسيـدي ياسيـدي)
قدْ مَسَّنَا هـذا الزمَـانُ الأَغْبَـرُ
فتَبَاعَـدتْ أرْواحُنَـا وتَفَاقَـمَـتْ
أرْزَاؤُنا وغَـدًا تَفِيـضُ الأَنْهُـر
وسَتَشْرَبُ الخَيلُ العِتاقُ وتنتشـي
مِنَّا القُلُوبُ فَهَـلْ نَزِيـغُ ونُنْكِـرُ