إعدام الحبّ

أحمد حسيـن أحمد

أسىً فـي القلـبِ حطَّ أساهُ في نفسي
أسىً يؤذي
أسىً تتمزّقُ الأوصال من ديجورهِ التعسِ
فما مدّتْ لهُ الأيام أيديها
ولا امتلأتْ على أطلالهِ كأسي
أسىً يبقى لظاهُ يدّقُ في رأسي
ويسلبني فراشي في عزيز النومِ،
يحفرُ في الدجى رمسي
سرابٌ كانت الأشياء نلمحها
أقاويلٍ لمـفتونٍ تلّوعَ قلبهُ
والحبُّ منخورُ
بني في جذرهِ السوسُ
وعشْشَ عنكبوتٌ في وريقات الهوى
والساقُ مكسورُ
ولكـنّا عرفنا الحبَّ طفلاً
ينتشي في وجههِ النورُ
لأنّا محضُ أحجيةٍ
نمت في ذهنِ سلطان الهوى
والوصلُ مبتورُ
فمارسنا الهوى شعراً
وأنفقناهُ تمريناً على الحبِّ
بلا مللٍ مشينا في دروب الأرضِ
بـيّاعين للحبِّ
نحيلُ القفرَ أغنيةً
ونجعلُ من سنانِ الشوكِ غانيةً
فأنفقنا كثيراً من كلامِ الشعرِ
دجاليـن،
محتاليـن،
بياعين للحرفِ
فما أخضرّتْ بوادينا
ولمّا أزهرَ الدفلى رياحينا
مشينا نحو ماضينا
نقـولُ الشعرَ للخلفِ
ندقُّ الكفَّ بالكفِّ
كأنّا ريحَ تشرينِ
كأنّا قصةً كُتبتْ على الطينِ
وكان لقائنا صدفة
وكان عذابنا صدفة
كما تتصادم السحبُ
وتبرقُ من تصادمها عذابات الأسى،
والقطرُ ينهمرُ
تذبُّ عذابها مسكينةٌ نخلة
على سعفاتها
شدّو شظايا الحقدِ واعتمروا
على الإحباط عشنا عندما انتحرت أمانينا
وكان الشوق يُكوينا
زمان خراب ربعتنا
بُعيد لقائنا الأزلي
زمان تشتت الأفكار
والصورُ
تهاوى اللونُ في أشكالها
وتمرّد الضجرُ
أواخر قصةٍ للحبِّ
إذْ سُدّتْ منافذها
بما قد كان يسقيها
وبات الماء في واحاتها عكرُ
وبات الحبّ يغرق في مجاريها
علامات الأسى عنوان أشعاري
إذا ما خُطّتْ الأبيات من أصماغِ صبّارِ
إذا ما انداحت الأفكار
والنياتُ مسلوبة
عرفنا الحبّ، ما معناه،
أسلوبه
لأنّا لم نكن نفهم
ونجهلُ أكثر الأشياء
فتسقطُ أجمل الأسماء
من علوٍ،
ويهوي النجمُ مشنوقاً
بصبحِ العيدِ والثرواتُ منهوبة
تذبُّ عذابها نقمة
لمن قد مسّهم كالداءِ : إملاقُ
وما كانوا مجانيناً
سوى في أنّهم للحبِّ عشّاقُ
سوى في أنّهم ذهبوا ليشتاقوا
أحبو مخلصين الزرعَ والتربة
لأنَّ الأرض مختبرٌ
وما شعري سوى أنبوبُ مخبارِ
يقاتلُ زمرةَ الأشرارِ من دارٍ إلى دارِ
فهلْ كانتْ جميعُ مصائر الشجعانِ مكتوبة؟
يعاني الحبُّ من عشقٍ بلا أملٍ
وما أن يلتقي العشاق، ينتحرُ