نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
قولي كما شئتِ ما عادت بأيدينا
ولم تَعُدْ قَسوةُ الأيَّامِ تُصْبِينَا‏
ولم يَعُدْ في دماءِ الحبِّ أيُّ قذاً
ولم تَعُدْ وَشْوَشَاتُ اليأسِ تُؤْذِينَا
لا وقتَ إلاّ لروحي فيكِ تعرفُني
وللمجانينِ يلقَوْنَ المجانينَا
يا أعذبَ الماءِ إلا حينَ أشربُه
لم الطُّعُونُ طعونُ الدَّهرِ تَكفينَا
لم المراحلُ كَمْ في العُمْرِ مرحلةٌ
لم المسافاتُ شِبْرُ الحبِّ يُؤينَا
إنَّا وروحُ الهَوَى تَروي جَوانِحَنَا
وتَسكُبُ الشَّوقَ طُهراً في مآقينَا‏
لا نَستقيلُ ولانَلوِي أَعِنَّتَنَا
ولا نُبَدِّلُ غُصْنَ البَانِ سِكِّينَا
كنّا الخليِّينَ نَسقي الخلَّ من دمنا
فهلْ نَضِنَّ وأصْبَحْنَا المحبِّينَا
نحنُ الهُدى أورقتْ فينا خمائلُه
فلم يرَ الحبُّ خيراً من تدانينَا
أنسامُ مكَّةَ ما زالتْ تداعبُنا
ونورُ طيبةَ لم يخفُتْ بوادينَا
والمُـتْهِمونَ بِصُبْحِ العِشْقِ إخوتُنا
والـمُنْجِدونَ بِلَيلِ الوَجْدِ أهلونَا
والملهماتُ رقيقَ الشِّعرِ نسوتُنا
هل تطربُ الأرضُ إلا حينَ يمشينَا
يا أصدقَ الحبِّ حظُّ الحبِّ أفئدةٌ
خضراءُ أصحابُها للحبِّ راعونَا‏
الحبُّ محرابُ أرواحٍ بها شغفٌ
لتجعلَ الصِّدق في أعماقنا دينَا
‏ألم يزلْ بعدُ للشكِّ المريبِ دجى
يبدي ملائكةَ الدنيا شياطينَا
‏ألم تري قبلُ أنَّ الشمسَ ما غربت
إلا لتخلُدَ في النجوى ليالينَا‏
وما أطلَّ سناها بعدَ غيبتِهِ
إلا لتشرقَ حبًّا طاهراً فينَا
يا توأمَ الرُّوحِ ما عادَ الهوى ترفاً
سَلي عن الدمعِ أحداقَ المصلينَا
‏ما عادِ للصَّمتِ في الآذان مُتَّسَعٌ
قولي كما شئتِ ما عادت بأيدينَا