آتٍ إليكم جناحُ الشوقِ يحملني
من الحديثةِ حتى كوكب المدنِ

آتٍ إليكم وبي حبٌّ وبي عجلٌ
يكادُ قلبي من الاشواقِ يسبقني

سلامُ أهلي إليكم بعضُ أحرفنا
سلامُ ناعورةٍ بالحبِّ يتبعني

سفينةٌ أبحرتْ ربّانها ثملٌ
تصارعُ النوءَ في خوفٍ وفي وهنِ

والأحرفُ الخرسُ في عليائها سكنتْ
يا أبجدياتُ حبّي أحرقي بدني

فالشعرُ آهةُ صبٍّ روحهُ جُبلتْ
طبعَ البخورِ ونارُ الشوقِ تصهرني

بلا مرافئَ في الامواجِ مبحرةٌ
متى تعودُ إلى شطآنها سفني

مَنْ ينقذُ الرمل من موجٍ يعذّبهُ
من ينقذ الماءَ من نارٍ وينقذني

في غضبةِ البحرِ أمواجي أُكابدها
ومركب الروحِ في بحرٍ من الشجنِ

آتٍ أقبّلُ جدراناً وأرصفةً
بها دماءُ شهيدٍ جاءَ يسمعني

هنا الليالي أضاءت وجهَ ظلمتها
هنا الشموسُ جباهُ الصيدِ في المحنِ

إنّي أراهمْ جميعا ها هنا حضرت
أرواحهمْ..طرقتْ أصواتهم أُذني

سأنحني الآنَ إجلالاً لهيبتهم
هم بيننا علمٌ ..كالروحِ في البدنِ

ياغيمةً من سماءِ اللهِ ممطرةً
لاتغسلي دمهم خلّيهِ للفطنِ

يروي حكايةَ جيلٍ قامَ قائمهم
وكيفَ ألوى من الايامِ بالرسنِ

كنتِ العراقَ جميعاً في توجّعهِ
وكنتِ أنتِ جميعَ الارضِ لمْ تهنِ

يكفيكِ فخراً بأنْ لاذوا بخيبتهم
وكنت أنتِ فخار الارضِ والزمنِ

أبناؤك الصيدُ مالانتْ عزائمهم
دماؤهمْ أمطرتْ كالعارضِ الهتنِ

كلُّ العراق يغني مجدَ كوكبةٍ
لم يرهبوا الموتَ في سرٍّ ولا علنِ