( الخفافيش ! )
الى الطاقة المُطِلّةِ على الْهَاوية.
ومِلْءَ خريفِها القابعِ تحتَ حِراسةِ العَطَش ،
تُحَدّقُ آمالِي !
مُتَسَمّرَةً كرسيّ مَفارِقِ الضّياع ..
وضجيجُ الوحْشَةِ ، تنهيدةُ ساقيةٍ ،
دَرَسَتْها كفُّ التعْريَةِ العاصفِ ذاتَ هدوءْ !
-------------------
وعِبْرَ البوحِ ، مازالت تختالُ مَشانِقُ صّمْتِي ،
تتدلّى ..
تتمايَلُ ..
تطرِبُها أوتارُ هسيسِ الوحْدَةِ حُزْناً ..
وعلى أجنِحَةِ الأخيلةِ الحُبْلى بِسَماءاتِ سَعادة !
تُعَشّشُ أزمنةٌ من غربانِ العجْز ،
في متاهاتٍ من خفافيشِ الكَسَل .
-------------------
آمالٌ .. لكن ،
أسْبَتَها انتظارُ الشّرْنقة ،
بعدَ عقيمِ السّعْيِ ، واجْهاضاتِ الحُلُمِ الكاذِب .
كانتْ لِيْ من أعيُنِ بأسي ،
آلافٌ ، تَسْتَنْهِضُ صَبْري .. كنُجومٍ تَمْتازُ نشاطا ...
وتِباعاً تتهاوَى ،
بمجَرّدِ أن تَخْرُجَ من رأسي بحثاً عن سَمْتِ فضاء !
------------------
أنا لسْتُ أرتَقِبُ الصّباحَ .
فأنا من وَطَنٍ ،
ما عادَتْ تَدورُ به الأرضُ .
وتَحَجّرَتْ فيه سحاباتُ الشّكوى ،
الا من مطَرٍ رَتّبَ حولي سِجنَ دمَاءٍ
والطّاقَةُ مازالتْ فاغرةً فاها ، بلسانٍ يجلِدُني ساعةَ عَجَبٍ :
(ما هذا اليأس؟!)