رحيل بلا مرافئ

ماذا أسمّيكَ بعدَ الآنَ ياوطني ياجمرةً في حنايا الروح تحرقني
وأنتَ أغنيةٌ في الروح تطربها وأنتَ أمٌّ على كفيّكَ تحملني
ماذا أسمّيكَ يا كلَّ اللغاتِ قفي هذا العراقُ فأيٌّ الحرف يسعفني
سفينةٌ أبحرتْ ربّانها ثملٌ تصارعُ النوءَ في خوفٍ وفي وهنِ
والأحرفُ الخرسُ في عليائها سكنتْ يا أبجدياتُ حبّي أحرقي بدني
فالشعرُ آهةُ صبٍّ روحهُ جُبلتْ طبعَ البخورِ ونارُ الشوقِ تصهرني
بلا مرافئَ في الامواجِ مبحرةٌ متى تعودُ إلى شطآنها سفني
مَنْ ينقذُ الرمل من موجٍ يعذّبهُ من ينقذ الماءَ من نارٍ وينقذني
في غضبةِ البحرِ أمواجي أُكابدها ومركب الروحِ في بحرٍ من الشجنِ
خرائط الروحِ آمالٌ مكوّرةٌ حيناً وجامحةٌ في البيدِ تتبعني
ماذا أسميّكَ يانخلاً ومئذنةً وغيمةً من سماءِ الحبِّ تمطرني
أنتَ الذي أسلمتْ روحي أعنّتها لبحرِ حبّكَ كيفَ الآنَ تنكرني
وكيفَ صرتُ غريباً لايطمئنهُ شيءٌ وكنتَ على حبٍّ تطمئنني
حملتُ قافيتي أشدو بلا فرحٍ لأنكَ الجرحُ في الأضلاعِ يؤلمني
من المحيطِ الى آهاتِ لوعتنا غيومنا أمطرتْ كالعارضِ الهتنِ
كنتَ الملاذَ لمن ضاقتْ بهِ حيلٌ ومن ذوى في دناهُ الوصلُ لم يحنِ
كنتَ الملاذَ لملاّحٍ يتيهُ بهِ موج البحارِ اذا هاجتْ ومفتتنِ
ماذا جرى لنضيعَ الآنَ في لججٍ ونغرقُ البحرَ في مستنقعِ الفتنِ
متى تعودُ لنا أحلامنا وطناً إنّا نقيمُ على الأوجاعِ والمحنِ
متى تعودُ لنا بغدادُ باسمةً ومن مقام الصبا بالحبِّ تطربني
ودجلةُ الخيرِ أعراسٌ شواطئها تعودُتطربنا ياروعةَ المدنِ