(..وبين أؤلئك الذين كانوا يرجمونه بالحجارة شق الشبليُّ الى الحلاج
طريقه والقى اليه بوردة...)





ما قلتُ آهٍ
حينما ارتحلتْ حجارتهم إلي جسدي
وأدمنتِ الرحيلْ

ما قلتُ آهٍ
حينما أهوتْ سيوفهمُ
تناوشُ قبضة الطين
التي أغفى الوجودُ بأسره في حجرها
والليلُ أنجب ألفَ ليلْ

ما قلتُ آهٍ
لوحيَ الأزليُّ أنبأني بما
يلقى الغريب على مشارف صحوه
والركبُ خلّفه ، وأخلف وعده الحادي
ونام على فجيعته الدليلْ
هذا ابتداء الدرب
هذي شارة أولى
فخذْ بعض النصائح ثم لاتعبأْ بها واصبر
فهذا العشقُ صبرُ الكفِّ
حين توسدتها جمرةٌ
والماء شرّده جوادُ الريحِ
حتى جفَّ في الأفق
الصَّهيلْ

ما قلت آهٍ حينما خجل المغيبُ
من المغيبْ
والبحرُ أضحي رشفةً
ضاعت معالمُها
وهذا الكونُ غطّاه الرداءُ الأرجوانيُّ
الذي نسجتْه – لحظة أن تجلي الوجد –
كفّان
تطهرتا
بنهرٍ
فاض من روحي
ومن حرفين
أسرتْ فيهما كلُّ الطواسين
التي قالت : سلاما أنت صورتُه
فهيئ رايةً للفجرِ
واكسر هذه المرآة
كي تبقى
وقل للقاتل المسكين :عفواً
أنت يا هذا ...القتيل

ما قلت آه يا خليلْ
لكنَّ وردتك التي حطّتْ على
جسدي المكبّل بانطلاق البوح
في وضح الفناءْ
كانت فتيل الأهِ
فانطلقت تجوب الكون
توقدُ جمرةَ العشق
المتوّج بالوجود الحق
في ليل التوهّم
علّها يا سيّد الوجد النبيلْ
تسرج القنديل للآتين
من بعدي وبعدك
ينشدون الفجر
في الليل الطويل.