البدايات كلّها تتشابه والنهايات لوعة وصبابه
يا رعى الله لحظةً قنصتها من أمانيّ رغبتي الوثابه
أزلفت جنتي فذقت نعيما وانتشى القلب والتقى أحبابه
ليتها لم تزل وياليت قلبي حبس الحلم مطبقا أهدابه
ما لعهدٍ قطعته وتأنّى الـ ـحظّ عنّي معللا أسبابه؟
حرثت صفحتي أصابع حزني فإذا الزرع غربة وكآبه
قدر الريح أن تخاتل إيكائــ ــي فعذرا شموع قلبي المذابه
هكذا أغلب الطموحات تخبو وكذا يفقد السريّ شهابه
أعلى القبر يامؤمل بعث الـ ـحلم والراحتان تحثو ترابه؟
كيف إن طوّفت لياليك حتى زأر الشوق كاشفا أنيابه؟
وتعرّى الحياء من كل ثوبٍ راشدٍ والحنين أبدى لعابه
فإذا مسرح الحياة جحيمٌ والحكايات شقوةٌ غلاّبه
هو ذات الشقاء وجهة دربي ومحيطي الذي مخرت عبابه
خلف هذا الغبار يلهث نصفي وأنا ههنا ألحّ طلابه
عائدٌ تهمة التعجّل ذيلي وأرى الكون كلّه سبّابه
أيها الحلم هل تُرجّـى فأبنـي جسر وعدي بقـوةٍ وصلابـه؟
أو فقل أنك افتراض محال واكفني البحث في متاهة غابه
ما انطلاقي وأنت حفنة ظن ؟ ما طموحي وأنت محض كتابه؟
عبثا أذكر ابتسامة فألي مثلما يذكر العجوز شبابه
دربنا عابس الجبين تلهّى عن سعاة يأمّلون رحابه
عربدت شمسنا فأي صلاة تتجرّا على اعتصار سحابه؟
فاخفض الراحتين ماكل داعٍ أشعث عجّلت إليه إجابه
آه يانفس لم يعد لخيوط الـ فجرٍ ضوء فكلها كذّابه
ابسطي راحتيك أو فاقبضيها فيد الحب لم تعد وهّابه
يا لدنيا بها خداعٌ وزيفٌ وجراحٌ وقسوةٌ ورتابه!
نحن فيها الدمى فإن كسرتنا عللت فعلها بقول: "دعابه"
لم أعد أهتدي لوقع تراتيــــ ـــلك ياحلم لم أعد بك آبه
فإذا ما رأيت فوق شفاهي بسمة لونها اصفرار غرابه
فادرِ أني مداهنٌ أترضّى قدري الفظّ خشيتي إغضابه
ويح مستقبلٍ يصادر عمريْــ ـــنا فنقضي ولم نصل أبوابه
طالع العقدي
1429هـ