دفاعاً عن رسول الله
رسولَ اللهِ كمْ قلبي تألَمْ
و لمْ ينصرْكَ بالقــلمِ المُعَلَّمْ
توسدتُ احتراقي بعدَ كربٍ
وليسَ لمهجـتي نبضٌ مُتيَمْ
أنادي أُمتي كُفي اكتـساباً
مِن الآثـامِ إنَّّ الجُرمَ أظلَمْ
ولكنْ ليسَ يُسعفُها نـدائي
وقدْ صارتْ إلى قَدرٍ مُسَلَّمْ
تُباغتُها المـآسي كـلَّ حينٍ
فلمْ تأمنْ من الباغي وتسْلَمْ
فأسقاها عـذاباً في عذابٍ
كما السرطانِ في جسدٍ تورَّمْ
فصارَ ضميرُها السامي هباءً
تناستْ كـلَّ ماضيها المُكرَّمْ
جراحاتٌ وأهوالٌ وذنبٌ
أليسَ المـرءُ في دُنياهُ يندَمْ ؟!
إلهي يا كريمَ الصفحِ ذنبي
عظيمٌ حيثُ حُسنُ الظنِ أعظمْ
وسامحْ بالتـكرمِ في عطـاءٍ
فـأنتَ اللهُ يــا اللهُ أكـرَمْ
أتُخرسُ كلُّ أفواهٍ هــواها
رســولُ اللهِ يا قلمي تكلَّمْ
وحدِّثْ عنهُ لا مدحاً ولكنْ
بما في الحـقِ منتصـراً لمَنْ أَمَّ
وسلْ عنهُ المعـالي في جلاء
وسلْ مستخبراً مَنْ شئتَ تعلَمْ
هو النورُ الذي مـلأ البرايا
أبادَ الظُـلمَ والأحقادَ والغَمْ
وساوى بين أمتهِ امتــثالاً
لأمرِ الله في الشـأنِ المُعظَمْ
وحبّبَ في قلوبِ الناسِ ديناً
بأخـلاقٍ لهُ بالحُسنِ قدْ لَمَّ
لقدْ أرسى بحكمتهِ الأمـاني
وفجّـرَ نهرَها الباهي المنظَمْ
فلمْ يسخطْ على أحدٍ وأبقى
على مَنْ قال فيهِ الشتمَ والذّمْ
أعادهمْ على ما كان بطشاً
ليأخذَهُمْ على ما كان بالدَّمْ
تصبّرَ في الحياةِ وليسَ عجزاً
لأنَّ اللهَ بالآيـاتِ أحكـَمْ
كأنّا قدْ نسيـنا ذاتَ يومٍ
ولو وضعوا بكفي الشمسَ يا عَمْ
سعى للهِ لا طـمعاً بجـاهٍ
ولا مُلكٍ ولا حشـمٍ ودرهَـم
وحاشا أن يكون كما استطابتْ
نفــوسٌ في ملــذاتٍ تُقدَمْ
إلى أنْ جاءهُ فتحٌ قريبٌ
ونصرُ اللهِ يدحـرُ مَـنْ تجـرَّمْ
وشاءَ اللهُ أنْ يلتفَ حُباً
رجـالٌ حـولهُ بالنصرِ تُكرَمْ
أنسكتُ بعدَ شتمٍ كِيدَ فيهِ
وننعمُ في الحيـاةِ كَمَـنْ تنعَمْ ؟
كأنَّ حديثناَ قد صارَ عيباً
وأوشكـتِ الأماني أنْ تُهـدَّمْ
لماذا ماتتِ الآمـالُ فـينا
وأصبحنا نــرى الأحزانَ مَغنَمْ ؟!
ونلهو في الحيـاةِ ونرتجيها
ونتركُ مجـدنا البـاهي ليُظلَمْ
سيُجزى مَن تهافتَ في هواهُ
يقـولُ تأسـفاً ياليتَ ما تَمَّ
فبراير 2008م
رد مع اقتباس
